بنصرِ اللهِ أشرقتِ الفيافي


بنصرِ اللهِ أشرقتِ الفيافي

 لحزبِ اللهِ تنعقدُ القوافي

رأينا في صنائعهمْ رجالاً 

يسوقونَ المنايا باحترافي

رجالٌ آمنوا باللهِ حقاً 

وللإيمانِ مكرمةٌ تُوافي

أتى لبنانَ غزوٌ منْ جنوبٍ

 وظنوا غزوهمْ محضَ اصطيافِ

وراحوا يحلمونَ بخمرِ صيْدا

تسامرُهمْ صبايا معْ سُلافِ

وما علموا بحزبِ اللهِ فيها

ينادي الأرضَ : صبراً لا تخافي

كجذرِ الأرزِ في تربٍ خصيبٍ

أقامَ الجندُ صفاً في ائتلافِ

تصدى للغزاةِ رجالُ نصرٍ 

فساقوهمْ لأيامٍ عِجافِ

ويرسو زورقٌ في عمقِ بحرٍ 

وينأى عن ظهورٍ واكتشافِ

بطرفِ العينِ أغرقهُ شِهابٌ

أصابَ القلبَ منْ غيرِ انحرافِ

وجاءتْ طائراتٌ كي تغطي

 فلولاً قدْ تهاوتْ في انكشافِ

وكانَ الردُ زلزالاً سريعاً 

وغصتْ بالمُصابينَ المشافي

عَلتْ صرخاتهمْ في كلِ

حَدبٍ وصاروا مثلَ قُطعانِ الخرافِ

وهاموا كالأرانبِ تائهينََ

 وَفروا بينَ عريانٍ وحافِ

صمودٌ كانَ مفخرةً فأعطى

 دروساً قبلهُمْ كانتْ خَوافي

مرابعُنا غَدتْ للمجدِ داراً 

ليبقى المجدُ منْ غيرِ انصرافِ

وشمسُ الصبحِ منْ شرقٍ أطلّتْ

وشمسُ النصرِ جاءتْ منْ خِلافِ

وما أن آبَ أسرانا بفخرٍ 

تغنّى المجدُ بالنصر ِ المضافِ

وحلتْ في جحافِلهمْ رزايا 

وَكُرِسَتِ الهزيمةُ باعترافِ

ويعظُمُ في دواخلِهمْ صراعٌ 

يُناحِرُهمْ فأفضى لاختلافِ

عَرى أقطابـَـهم ندمُ المـُـغالي

 وما ندمُ المغالي عَنْ عَفافِ

ندامتُهمْ لِعجزٍ في نزالٍ 

رمى بالحلمِ في رَحِم ِ الجفافِ

حكى حكماؤنا فيهم مثالاً 

بعيداً عنْ أحاديثِ الجزافِ

ألا منْ يزرع الآفاقَ شَوكاً

كمثلِ الزرع ِ يجني في القطافِ

(منقول)

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …