عبد الاله سمنية*
الخميس 3/8/2006
صباحُ الخير يا عروس الأمة، صباحُ الخير يا عروس المجاهدين، صباح الخير يا مثلث الرعب الذي دخل التاريخ من أوسع ابوابه ( مارون الراس، عيترون، بنت جبيل)، صباح الخير الى العذارى تحت جناح المقاومين، صباح الخير نورًا ومشاعل الى الفاضلات الماجدات المؤمنات بالوطن، صباح الخير الى العروس التي تنشر ثيابها على خيوط الشمس كي تظلل مآقي الأمهات الثاكلات، وتمسح عن العيون لوعة الأسى، صباح الخير الى التي تغسل جدائلها في مياه الليطاني من دنس الاحتلال. الى بنت جبيل التي جمعت أسراب الحمام والعصافير المهجرة من آلة الدمار الامريكية. الى عيترون التي تبصق في وجوه الخيانة على امتداد الطين، الى مارون الراس التي تُلوح بذراعيها لأطفال الجنوب الحُفاة. صباح الخير الى التي تجمع قطرات الندى لتروي بها عطش الشيوخ والنساء العُجّز. صباح الخير للثغر الذي يُطل منه فجر المعادلة الجديدة. صباح الخير يا عروس الوطن، يا شجرة التاريخ الذي سيُكتب من جديد. صباح الخير يا عروس الجهاد التي ستجبر الملوك والرؤساء والامراء واصحاب العباءات المقصّبة بتكحيل عيونهم من غبار بصاطير المقاومين. صباح الخير يا من تمرغين انوف صفوة الصفوة بكحل ترابك المقدس. صباح الخير يا من أحَلْتِ تكنولوجيا امريكا وكلابها الى المزابل.
لقد ظن الطغاة انهم صفوة فإذا هم يفرون من حِماكِ كالأرانب. جاؤوك بآلياتهم المجنزرة يخزنون فيها قذائف الرعب والموت والدمار، فإذا ترابك ينبت الورد والرياحين والغار لأطفال الجنوب. لقد خاب ظن طائراتهم المحملة بالوزن الثقيل (2268 كغم متفجرات) فإذا هي تحمل الجثث والنعوش والجرحى ومن استطاع الفرار، لم يستوعب المحتل ان دوام القوة من المُحال. ولم يستوعب المحتل ان سُنة الحياة تتغير. وان النسر مهما طار وارتفع فلا بُدّ على الأرض يقع، لم يصدق صفوة الصفوة ان حفنة ممن آمنوا بربهم وبعدالة قضيتهم قادرون على تغيير المعادلة وكتابة التاريخ من جديد، لم يستوعب صفوة الصفوة انهم سيُحرقون فوق تراب الجنوب مرتين، لا تنقذهم تكنولوجياتهم التي تغطي وجه الشمس في وضح النهار، وظنوا انهم قادرون على حفر القبور للأسرى في كل مكان، فإذا هم يتفحمون في دباباتهم المبولدة، فكروا بكنس المجاهدين كالذباب فإذا هم يطيرون مع العواصف التي يزرعون، يكذبون على اجيالهم وعلى شعوب العالم ويحسبون ان القوة سِحْر كل شيء، يسجلون خسائرهم (ثمانون بقرة، ومئة دجاجة، وثلاثة كلاب، وخمس قطط وعشرة صيصان) هذه خسائر الحرب عندهم اما البشر فليس في حساباتهم، طائراتهم تسقط من الخلل الفني فقط، وحواماتهم تناطح بعضها البعض من غبار السيرك، وأباتشياتهم تهاجم اعمدة الكهرباء عندما لا توجد اعمدة كهرباء، العدو يضرب دائما في المناطق المفتوحة ولا إصابات، مئات الجثث للأسرى في قبضة صفوة الصفوة، مناطق المعارك مغلقة بوجه الإعلام والصحافة، يتفننون في وصف صور الارهابيين ويغربلون كل حرف يقوله احدهم عن طواقم خبرائهم في الشؤون العربية والايرانية، ينتظرون الاوامر من البيت العفن لمتابعة المجازر او إيقافها، ويطلبون الذخائر على وجه السرعة عند نفاذ الاحتياط، يغرقون صفوتهم في مستنقعات فوق رمال متحركة، يتلذذون بواجهات العمارات المهدمة وحطام المدن التي تسد الشوارع، يجتمعون ويضحكون لأطفال شردوا دون آباء او أمهات.
يبتسمون بوجوه الجنود التي ترشح بالدماء والتشوّه، يدّعون الحضارة والقوانين والانضباط والمبادئ، ويقصفون مقار القوات الدولية بقذائفهم الذكية ويتأسفون، يدخلون أحياء غزة بالجرافات الثقيلة ويقتلون كل شيء يتحرك ويدّعون محاربة الارهاب الاسلامي، تُفرض الخطط من مجرم الحرب في القبة البيضاوية حيث المهندس مجنون ومجرم وسفاح ويطعمون شبيبتهم لحما للمدافع، اربعة ايام من معركة بنت جبيل ولا يعرفون عدد القتلى والجرحى وعندهم مصانع الهايتك والأقمار التجسسية التي تدور حول العالم وتصور كل شيء واينما وُجد. اية حرب هذه التي تنتحرون فيها. ايتها العروس ذات الصباح الأغر، سيأتي عليك حين من الدهر تحكي للأجيال القادمة عن كسر المعادلة التي اعتاد عليها الاحتلال، وحينها ستعلو امواج المد والجزر وتقتلع كل تيجانهم ونياشينهم وكراسيهم الى المزابل. وعندها سيبدأ التاريخ كتابته من جديد.
موقع الجبهة