باكراً توجه البنت جبيليون إلى كنيسة مار شربل في ضاحية بانشبول في سيدني للإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات النيابية اللبنانية.
تصل الى شارع الكنيسة صبيحة هذا الأحد لتجد حشداً من المصلين وقد اجتمعوا في ساحتها على يمين الطريق. يصعب هنا إيجاد موقف سيارة لإكتظاظ المكان. تتابع قليلاً لتجد كومة أكشاك على شكل لبنان فتعرف أنك وصلت الى مكان الإنتخاب.
تركن السيارة بعيداً وتعود حاثاً الخطى الى محجة التصويت. هنا تجد صورة مصغرة عن لبنان. فهذا رانج قد اعتمر العلمين اللبناني والأسترالي وصورة كبيرة لأشرف ريفي. بطرس حرب له خيمة لا تقل حجماً وعدداً من الصور المرفوعة لسامي الجميل. كشك أخضر وآخر ليموني وعجقة مندوبين يتجمهرون في استقبال المقترعين.
تصل الى الباب الرئيسي فيرشدك الحارس الى الطابق الأول من المبنى. تصل المكان حيث ممر طويل وقد تجمع أناس من أطياف الموزاييك اللبناني. وبينما أنت تتنقل بين الغرف تسألك مندوبة: جبيل أو بنت جبيل؟ فتعرف انك قد وصلت.
في الغرفة ٤ مندوبين منهمكين في تسجيل الأسماء. رئيس القلم يأخذ الهوية ليطابقها مع لوائحه. يعطيك اللائحة والظرف ويرسله الى زاوية الغرفة حيث تستشعر رهبة الموقف.
ورقة ملونة فيها كل الخيارات. ينظر اليك المندوبون. يبتسم لك رئيس القلم. يدردشون قليلاً. وبقلمك تختار لائحتك وصوتك التفضيلي. سريعاً تعكس على الورقة ما جئت به من خيار. تطوي ورقتك وتضعها في المغلف وتحكم إلصاقها وتسارع الى رميها في صندوق. تم!
تمضي الى التوقيع فدمغ ابهامك بالحبر. تتبادل ابتسامة شكر مع الحضور وتمضي.
هو موقف حرية وديمقراطية يعيشه البعض للمرة الأولى سواء في لبنان او في بلاد الإغتراب.
ولينعم كل بخياره على مدى السنين الأربعة القادمة!
حبيبتي بنت جبيل،
٢٩ نيسان ٢٠١٨، #يوم_يتيم للتعبير عن الرأي والحرية
الرحمة والخلود لمن صانوا أرضكِ بدمائهم من واصف شرارة والأخضر العربي إلى خالد وراني بزي ومروراً بعريسي الجنوب بلال فحص وسناء محيدلي