المصدر: “النهار”
فرج عبجي
21 تموز 2014 الساعة 17:08
بعد مقتل 13 جندياً اسرائيلياً وتردد معلومات عن أسر “حماس” جندياً اسرائيلياً، اعتبر البعض ان هذا التطور قد يفرض تغييراً في الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية في حربها على غزة، في ما اعتبر البعض الآخر ان ذلك لا يغيّر شيئاً في الحرب او في القضية الفلطسينية. ولم ينكر معظم المحللين العسكريين اهمية هذين العنصرين المفاجئين، لكن ذلك لن يؤدي الى وقف الحرب على غزة رغم أنهما احدثا تطوراً على صعيد المقاومة خصوصا لجهة انطلاقها من باطن الارض.
تغيير الخطط?
في المقابل، يرى الخبير العسكري العميد المتقاعد امين حطيط ان النتائج التي حققتها المقاومة الفلسطينية مهمة جداً وقد تجبر اسرائيل على تغيير خططها العسكرية في المستقبل. واعتبر في تصريح لـ”النهار” انه من الوجهة العسكرية سجلت المقاومة نوعاً جديداً من الحرب الدفاعية، وانتقلت من منطق النار مقابل النار والمواجهة في مواقع ثابتة كانت تمارسها المقاومة في السابق الى منطق القتال في باطن الارض التي اعتمدها “حزب الله” في الجنوب في العام 2006 والتي واجهت نظرية الارض المحروقة لاسرائيل”.
واضاف ان “هذا النوع من المقاومة لم تتمكن “حماس” من اتقانه في عامي 2008 و2012 في غزة لكنها فجأت اسرائيل بنجاحه هذه المرة بعدما امّن حفر الانفاق الممر الامن لمقاتلي “حماس” كي ينفذوا العملية في المركز الاسرائيلي، والاهم من ذلك هو عودة الفرقة المنفذة امنة دون حصول اي اشتباك مع العدو”.
وعن عملية خطف الجندي الاسرائيلي، اعتبر انها مهمة معنوياً بالنسبة لمقاتلي “حماس”. وأوضح ان “نجاح عملية الخطف يكمن أيضاً في عملية نقل الاسير بشكل آمن من مكان العملية الى داخل القطاع والحفاظ عليه في مكان آمن رغم ضيّق القطاع”. واشار الى ان “هذه المسائل العسكرية تجبر اسرائيل على إعادة النظر في استراتيجيتها الهجومية في مواجهة المقاومة”.
وشدد حطيط على ان “عمليتيْ قتل الجنود الاسرائيليين الـ 13 وخطف الجندي الاسرائيلي تتقدمان على اسقاط الصواريخ في القدس وتل ابيب”.
ورفض حطيط اعتبار ان اسرائيل هي المتقدمة بسبب عدد الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا والدمار الذي حصل، قائلا ان ” هناك خطأ شائع وهو قياس نتيجة الحرب بمقدار الخسارة المادية والبشرية وهذا غباء عسكري وجهل لأن الحرب تقاس عبر من فرض ارادته على الارض وحتى الآن “حماس” هي الرابحة معنوياً ما سيؤثر على قرار وقف الحرب”.