في السابع عشر من شهر أيار لعام 1968م، رُزق الحاج محمد علي غندور بابنه صلاح، وبعد أن أمضى السنوات الخمس الأولى من عمره في ضيعته كفر ملكي، انتقل مع والديه إلى الإمارات العربية، حيث كان يعمل والده، وهناك أمضى صلاح عدّة سنوات، درس فيها المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، حيث ظهرت عليه أمارات الوعي والإيمان، الذي تشكّل عنده من خلال البحث والمطالعة.وفي مطلع العام 1984م، عادت العائلة إلى لبنان في ظلّ الاحتلال الصهيوني، ومنذ ذلك التاريخ، بدأ الشهيد يتردّد إلى المسجد، ويُقبل على الدروس الثقافية، ويستمع إلى المحاضرات الدينية، ولم يمضِ على قدومه إلى الوطن سوى عام واحد، حتى انطلق مع شباب المقاومة الإسلامية، وحزب الله، وانخرط في صفوفهم مع بداية العام 1985م، لتبدأ مسيرته الجهادية الطويلة.كُلّف الشهيد بعمل في بيروت، وفي هذه الفترة تأهّل من شريكة حياته، وسكن في شقة لأهله، ومن خلال طبيعة عمله، صار يودّع رفاقه، الشهيد تلوَ الشهيد، إلى أن استشهد رفيق دربه غسّان علوية، في بداية العام 1987م، فترك لديه بالغ الأثر، وكان ذلك سبباً في تركه العمل في بيروت، وانضمامه إلى قطاع بنت جبيل، في الجنوب.وبعد ما يُقارب الشهرين من عمله في الجنوب، طلب صلاح غندور الانضمام إلى العمليات، ليكون مقاتلاً في صفوف المجاهدين، وكان له ما أراد أواخر العام 1986م، حيث أظهر قوّة تحمل كبيرة، ومثابرة، وشجاعة، إضافة إلى الكفاءة العالية في كافة الأعمال القتاليّة.أما في مجال تهذيب النفس، فينقل الكثيرون ممن عرفه، أنه كان من السَّالكين، المستغرقين في العالم العُلوي، بل وكأنّه من المقرّبين، بحيث أنه كان يدأب على الفرائض، ويحرص على النوافل، ويقرأ القرآن بتدبّر، وحزنٍ بالغين، ويواظب على قراءة الأدعية، كما أنه كان يطيل سجوده في الليل، ويُكثر من مراقباته، ومحاسبته لنفسه.وبعد أن ساعد الكثير من الإخوة المجاهدين في تجهيز عملياتهم الاستشهادية، حان دوره، فودّع العائلة في صباح الخامس والعشرين من شهر نيسان 1995م، ومضى في سيارته المفخخة، ليقتحم قافلتين للصهاينة، عند مدخل بنت جبيل، تستعدان لتبديل مواقعهما، ويفجّر جسده الطاهر في عناصرهما، الذين سقطوا ما بين قتيل وجريح.
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …