الشهيد الصدر وتهذيب المنبر الحسيني

مع الشكر لسماحة الشيخ أسامة العتابي على عرض الموضوع

بعض وصاياه المُباركة لخُطباء المَنبر الحُسيني :-
أولاً :- الوعظ والإرشاد ، فإنه من الضروريات والواجبات في هذا المجتمع وكل مجتمع لكي تصل الموعظة إلى أهلها ويستفيد منّها أكبر عدد ممكن سواء كانت الموعظة مرتبطة بقضايا الإمام الحسين (علي) أم لا .
ثانياً :- عدم إيذاء أحَد من الناس أو الطوائف في كلام الخطباء .
ثالثاً :- التورع عند نسبة الأقوال والأفعال إلى المعصومين (ع) وغيرهم كذباً .
رابعاً :- أن يتورع من نسبة الأقوال والأفعال إلى المعصومين (ع) وغيرهم بإعتبار لسَان الحال ، شعراً كان ما يقوله الخطيب أم نثراً ، فَصيحاً كان أم دارجاً ، ما لم يعلم أو يطمئن بأن لسان حالهم هو كذلك فعلاً .
خامساً :- أنّ يتورع الخطيب عن ذكر الأمور النظرية والتاريخية أو غيرها مما تثير شبهات حول الأمور الإعتيادية في أذهان السامعين ، ويكون قاصراً أو عاجزاً عن ردها ومناقشتها أو غافلاً عن ذلك ، بل يجب أن يختار ما يقوله بدقة وإحكام ، وإلاّ فسوف يكون هو المسؤول عن عمله فيقع في الحرام من حيث يعلم أولا يعلم .
سادساً :- أنّ لا يروي الخطيب أموراً مستحيلة بحسب القانون الطبيعي حتى وأن ثبتت لديه بطريق معتبر . فبعض الخطب يروي أن أحدهم تناثر مخه بعد ضربه بعمود على رأسه ، ومع ذلك بقي يتكلم ويسمع ويرد ويجيب . مع العلم أن من تناثر مخه ، فهو ميت لا محالة ، ولا يستطيع الكلام ولا بكلمة واحدة لأن تلف المخ طبياً يعني الوفاة وعدم إمكان استمرار الحياة .وإذا كان بعضهم يقول أن ذلك قد حدث على سبيل المعجزة ، نقول أن واقعة كربلاء بكل تفاصيلها ليست قائمة على شيء من المعجزات . وإلاّ لم يكن الإمام الحسين (ع) في حاجة إلى الحرب ، وإلى تحمل هذا البلاء الدنيوي العظيم ، بل كان يمكن بدعاء واحد لله عز وجل أن يقتل كل أعدائه .
سابعاً :- أنّ يدع ما أمكن التفلسف فيه من الحوادث ، أعنّي التعرض إلى الحكم والأسباب التي اقتضتها ، ما لم يحرز في نفسه الإصابة كذلك وإلا فليدع ذلك إلى أهله وهو خير له في الدنيا والآخرة من أن يكلف نفسه ما لا يطيق ، أو أن يكلف السامعين ما لا يطيقون . فقد تثبت الشبهة في أذهانهم ويكون الخطيب عاجزاً عن ردها أو إقناع السامعين بالرد ، فيتورط بالحرام من حيث لا يعلم . ولا يختص هذا الأمر بكربلاء بل في كل أمور الشريعة .
ثامناً :- أن لا ينسب الخطيب الحسيني وغيره إلى غير المعصومين من المؤمنين فضلاً عن المعصومين الوقوع في الحرام قل ذلك أو كثر .
فمثلاً يذكر بعض الخطباء أن نساء الحسين برزن من الخدور ناشرات الشعور ، على الخدود لاطمات ، الوجوه سافرات وبالعويل داعيات ، كما ورد في زيارة الناحية المقدسة المروية عن الحجة (ع) .فمن قوله (ناشرات الشعور) كونهن كذلك أمام الرجال والأجانب من المعسكر المعادي، وهو مما لا شك في حرمته في الشريعة المقدسة ، فيكون ذكره من باب نسبة ارتكاب المحرم إلى نساء الحسين (ع) . وهذه رواية ضعيفة سنداً بحيث لا تقوم كدليل معتبر على أي شيء، فينتفي الأمر من أصله .
المصدر :- أضواء على ثورة الإمام الحسين (ع) .

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …