زينب حاويبعد 31 عاماً، تعود مجزرة «بئر العبد» إلى دائرة الضوء مع الفيلم التسجيلي «ونجا» (منتج منفذ: Discreet) الذي سيعرض في التاسع من نيسان (أبريل) المقبل على شاشة «الميادين».
الشريط من إعداد وإخراج الإعلامية منار صبّاغ، وسيعيدنا إلى تلك المجزرة التي فشلت في عام 1985 في استهداف السيد محمد حسين فضل الله وذهب ضحيتها أكثر من 80 شهيداً و250 جريحاً، جلّهم من النساء والأطفال. يتتبع العمل خيوط هذه الجريمة التي ضربت قلب الضاحية الجنوبية، وكانت الأضخم والأخطر في تلك المرحلة.
خمسون دقيقة، يعاد فيها سرد هذه الجريمة وربطها بالحاضر، إذ يتم اليوم استهداف المقاومة ورموزها، من قبل الجهات نفسها، تخطيطاً، وتنفيذاً، وتمويلاً.
قبل ثلاثة عقود، لقّبت الولايات المتحدة السيّد فضل الله بـ «المرشد الروحي لحزب الله»، لكي تسوّغ محاولة الاغتيال، وتلصق به تفجيرات «المارينز» وغيرها من استهدافات القوّات الأميركية في بيروت كل ذلك، سيحضر في «ونجا» من خلال عرض الدقائق التي سبقت التفجير حين كان فضل الله يحاضر في مسجد «بئر العبد»، قبل أن ينجو من المجزرة بفضل سيّدة تدعى زينب الشامي، استوقفته للاستيضاح عن مسائل فقهية، فكانت هذه الدقائق القليلة من التأخير كفيلة بإنقاذ حياته.
وثائقي «ونجا» يتضمّن
شهادات حصرية، ومحاضر
تحقيق من أمن المقاومة
ثماني شخصيات ستدلي بشهاداتها في الوثائقي، من بينها الصحافي مصطفى ناصر الذي رافق فضل الله لمدة عشر سنوات، ونائب الأمين العام لـ «حزب الله» نعيم قاسم الذي سيتحدّث عن علاقة السيّد بالمقاومة ودوره الأساسي والمحوري في مسيرتها، إضافة إلى نجله السيّد علي فضل الله. أما زينب الشامي، فستظهر للمرّة الأولى لتروي الحادثة بتفاصيلها، إلى جانب شرح مفصّل بواسطة الغرافيكس وتقنية الثلاثي الأبعاد لكيفية حصول التفجير. هذه المهمة، مسؤول حماية فضل الله في تلك الفترة، أبو حسن، الذي سيكون مموّه الوجه. الصحافي سركيس نعّوم الذي أرّخ لسيرة السيّد الذي غادرنا في عام 2010 وعاصر هذه الشخصية المتفرّدة، ستتاح له مساحة لإعادة سرد تاريخ الرجل الحافل ثقافياً وفكرياً. وبما أنّه للأميركيين اليد الطولى في مجرزة «بئر العبد»، يستعين الفيلم التسجيلي بمساعد وزير الخارجية الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان، ريتشارد مورفي. ولا يخلو «ونجا» من نفحة إنسانية، إذ سيضيئ على شهادة أحد أبناء عوائل المجزرة، على وقع موسيقى خاصة تحمل توقيع المؤلف الموسيقي اللبناني زياد بطرس.
بين طيّات «ونجا» وطيف فضل الله، سيسلّط الضوء على دور الشهيد عماد مغنية الذي كان بمثابة ظل السيّد في تلك الفترة. ربّما، لم يكن الناس ولا الكاميرا التي توثّق تحرّكات السيد على دراية بأنّ «الحاج رضوان» كان يده اليمنى أمنياً. وفي هذا الشق بالتحديد، يكشف العمل اللثام للمرّة الأولى عن محاضر تحقيق سرية لجهاز أمن المقاومة مع المتورّطين في المجزرة.
لا يرتدي القائمون على هذا الفيلم قفازات، ويبتعدون كلياً عن المداراة السياسية والأيديولوجية، مسمين الأشياء والأشخاص بأسمائها، وعلى رأسها المموّل الأساسي لهذه العملية الإجرامية: السعودية. وسيظهر الشريط دور المملكة في ما بعد من خلال محاولة رشوة السيد فضل الله للسكوت عن هذه الجريمة، وكان وقتها مصطفى ناصر شاهداً أساسياً على هذا العرض الذي جاء تحت غطاء «مساعدة الأيتام» لقاء مبلغ تجاوز العشرين مليون دولار أميركي.
«ونجا»: الأحد 9 نيسان ــ الساعة التاسعة مساءً على شاشة «الميادين».
المصدر: الأخبار