#الحسين_إمام_الإصلاح
الحُسين الذي يسمونهُ شهيد العبرات لا أؤمن به
اسمحُوا لي يا أصحاب المآتِم ..
أيها الكرام الذين حفظتُم هذا التراث ..
إذا حكيتُ بعض الشيء عن المِحنة الوطنِية ,
فأنا لا أعرفُ [ حسينًا ] لا يهتمُ بشؤون المعذبين ..
[ الحُسين ] الذي يسمونَه شهيد العبرَات لا أؤمن به ..البُكاء , والعَويل , والتّنفيس لا أؤمن به , لايمانِي أن الحسين لا يُمكن أن يُقتل إلا لأجل إحقاق الحق ..
أليس هو الذي يقُول :
[ ألا ترُون أن الحق لا يُعمل به , وأن الباطل لا يُتناهى عنه , ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقًا ]أليس هو يقول :
[ فوالله ما خرجتُ الا لطلب الاصلاح في أمّة جدي ]أوليس هو الذي يقُول : فوالله ـ في كلماتٍ متعددة مختلفة ـ
[ إني لا أرى الموتَ إلا سعادة , والحياة مع الظالمين إلا برما ]أليست هذه كلمات الحُسين (ع)
الحسين إمام معصُوم ,
الحُسين طاهر بريء من كل ذَنب , ومع ذلك يرفعُ السيف ويلبس الدّرع , ويهاجم , ويقتُل , ويُحارب ويناضل ..
متى فرقنا بين الجِهاد والدين ؟!
متى أبعدنا بين الصلاة والحَرب؟! متى ؟!!
قد ميّزنا بين الصلاة إلى اللّه , والاهتِمام بشؤون المُعذبين ؟!
أليس القرآن يقول :
{ أرأيت الذي يُكذب بالدّين , فذلك الذي يدُعُ اليتيم , ولا يحضّ على طعام المسكين} (من سورة الماعون)
فواللّه أولئك الذين يُدعون , [ رجال دين ] ليبقوا تحت عمائمهم , وفي مساجدِهم , أولئك بقايا ,
أولئك الذين دبّروا المؤامرات في أورُوبا , فأخرجُوا الناس .. أولئك الذين حبسُوا ربهم في الكنائس وفي المَساجد ,
وأرادوا أن يُترك لهم الميدان والسّاحة لطغيانهم , ولعتوّهم , ولتصرّفهم ولعبثهم بمصالح الناس ..
كلا ,
إن اللّه موجُود في المسجد , وهو موجُود في السّوق , وهو موجودٌ في ساحة الحرب , ورجال اللّه , وعباد الله , والمؤمنون بالله , يجب أن يهتمُوا بكل هذه الشؤون , كل حسَب اختصاصهِ , كل حسَب كفاءاته ..
#السيد_موسى_الصدر
(الثلاثاء ٢١ كانون الثاني ١٩٧٥، تسجيل صوتي من محفوظات مركَز الإمام مُوسى الصّدر للأبحاث والدراسات)
#سلسلة_مشروع_نهضة_الأمة