الحسين رجولة!
يتخلف هذا الشرق منذ الأزل في فهم معنى الرجولة. ففيما أصل الكلمة عال طيب وراقٍ خطفه السواد الأعم من هذه الأمة وحصروه في مجموعة صفات هي على الأغلب عكس الرجولة.
الرجولة هي قبل كل شيء قوة وقدرة على النفس. نعم فالرجل هو من يتحكم بتصرفاته وسلوكه فيروض هذه النفس ويقودها ولا ينقاد الى نزواتها وشهواتها وانفعالاتها لا بل الى كفرها.
الرجولة إيثار، ففيها تقدم من أنت مسؤول منهم وعن مصالحهم عليك وعلى مصالحك الذاتية والشخصية.
الرجولة تضحية. هكذا فأنت عندما تقدم في سبيل القضية والمبدأ والخير العام كل ما عندك بل كلك فأنت تجد معنى الرجولة الأكبر والأسمى.
الرجولة وضوح وصدق وشفافية لا تواري معها حقيقة ولا توارب ولا تداهن بل تصدح بالحق أنّ كنت وكيفما توجهت.
أما الكذب والمواربة والتلطي والمداهنة وتقديم الخاص على العام وتقديم الضيق على ما هو خير الكل في سبيل رفع الإسم والشهرة والبقاء ولو على حساب الآخرين فهو الجبن بعينه.
من هنا جسد الحسين عليه السلام مع حفنة من آل البيت عليهم السلام واصحابه أعلى قيم ومبادئ الشجاعة والرجولة في وجه أمة خانعة جبانة تآمرت عليه وعلى الحق القائم بين يديه. أمة باتت اليوم بالملايين ولازالت على جبنها وخنوعها.
وكما كان رجال الحسين قلة في ذلك الزمان هم قلة هذه الأيام وتستمر المسيرة والوعد القادم هو وجه الله القادم والمشرق حتماً ولو طال الزمان.
انقضت العشر من محرم وانقضت عاشوراء الرزنامة لتبقى عاشوراء الزمن ولتجسد مبدأ كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء.
هكذا نضرب للحسين عليه السلام موعداً في كل يوم وحيثما كنا مع الحق وفي سبيله ودون أن نخشى في هذا الطريق لومة لائم.
عظم الله لنا ولكم الأجر والسلام عليكم وعلى الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أبناء الحسين وأصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته.
نضال
الوسومرأي
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …