هيكل: حزب الله دافع عن نفسه في القصير
أكد الإعلامي العربي محمد حسنين هيكل أنه كان يجب أن يتدخل حزب الله في القصير في سوريا «لأنه كان في موضع الدفاع عن النفس»، مشيراً إلى «أن الخطة الموضوعة وقتها، وهي ليست سرية بل معلنة، أن الأميركان يتحدثون عن إيران، لأنها المركز الرئيسي في الموضوع، بدءاً من سوريا مروراً بحزب الله».
ولفت هيكل في حديث إلى الإعلامية لميس الحديدي على قناة «سي بي سي» المصرية إلى أنه أثناء زيارته الأخيرة للبنان التقى الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مرتين، وأعلن أن الأخير نقل إليه رسالة عن لسان مرشد الثورة الإيرانية (السيد علي خامنئي) مضمونها دعوة إلى زيارة إيران «ومحاولة فهم الموقف الإيراني والموقف الشيعي أيضاً بشكل أكبر».
ورأى هيكل «أن حزب الله لا يزال فاعلاً ولاعباً رئيسياً في المنطقة وينبغي أن يؤخذ حسابه». واستطرد: «لا أحد يستطيع أن يقول إن حزب الله حزب إرهابي. حتى الأمم المتحدة لم تستطع أن تفعل هذا، فهو حزب لبناني موجود في الساحة اللبنانية وفي مواجهة إسرائيل، وبطبيعة الأمور على اتصال بإيران».
وعن سوريا، قال هيكل: «مع كل احترامي لما تقوله الدول العربية في شأن الأوضاع في سوريا، إلا أنني أعتقد بأن سوريا ظُلمت». وأوضح «أن الأزمة هناك تمخضت نتيجة لصراع بين خطتين، الأولى متعلقة بإرادة التغيير من المعارضة وهي محقة، والثانية خطة وضعت من جانب حلف شمالي الأطلسي نتيجة لما حدث في تونس ومصر بإرادة تغيير شعبي». وأشار إلى أن «هناك أجهزة مزروعة في الأراضي السورية تنقل كل حركة في سوريا الى واشنطن وإسرائيل في اللحظة نفسها»، موضحاً أن «اتهام سوريا باستخدام الأسلحة الكيميائية ملفق من الجانب الأميركي».
وأكد أن «الرئيس بشار الأسد سيرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة وسينجح من دون تزوير، لأن نظام الأسد اكتسب المزيد من الصلابة على الأرض، وحدث تغيير في المواقف الغربية تجاه المعارضة بعد استبدال الوجه المدني بوجوه تابعة لفكر القاعدة».
وأوضح هيكل أن وزير الدفاع المصري الفريق عبد الفتاح السيسي لن يرشح نفسه للرئاسة، لافتاً إلى أن السيسي يواجه مأزقاً شديداً، وقال: «في آخر لقاء لي معه رأيت أمامي رجلاً حائراً ولديه أسباب حقيقية للحيرة. فهو يواجه مأزقاً حقيقياً حيث يرى أن ترشحه للرئاسة قد يؤثر على القوات المسلحة إذا لم تنجح التجربة في مقابل الطموحات الشعبية المعلقة عليه».
وعن «الإخوان المسلمين»، قال هيكل إن «استثمارات الإخوان في منطقة الخليج وحدها تتراوح ما بين 10 و12 مليار دولار، حيث إنهم استطاعوا في ظروف تاريخية أن يراكموا ثروة». ورأى «أن مصيبة العالم العربي عندما قسمناه إلى سنّة وشيعة»، مضيفاً: «علينا أن ندرك كل ملابسات وأحداث 2013 لأننا مقبلون في 2014 على تقرير مصير تقريباً ولا يمكن أن تبقى الأمور على هذا الشكل، لأننا على وشك الانهيار، فإما أن تقف وإما أن تقع».