نشرت صحيفة “معاريف” مقالا تحت عنوان “الشر الآتي من الشمال” يتحدث عن تعقيدات الوضع عند الحدود مع لبنان، وجاء فيه أن “اسرائيل” عايشت حروبا على كل الجبهات، لكن بعد سنوات كثيرة كانت الحروب فيها ضد دول في جبهات محددة، أما اليوم فـ”إسرائيل” تواجه واقعا أكثر تعقيدا منذ إنشائها”.
بحسب الصحيفة، يدرك المسؤولون في المؤسسة الأمنية أن المعركة القادمة في الشمال ستكون من المعارك الأصعب، وأمام منظمات ليس لها حدود. إذا فُتحت النار مع حزب الله على الحدود اللبنانية لاشك أن الحزب الذي يسيطر على عدة نقاط إستراتيجية في سوريا، سيبدأ بإطلاق النار نحو الجولان”.
“النتيجة واضحة”، تكتب الصحيفة، “الجبهة الداخلية في كلا الجبهتين ستشهد نيرانا بكميات كبيرة. مراسلون عسكريون قدامى إستمعوا إلى تقارير من الجيش يقولون إنهم لا يذكرون متى تحدث الجيش بهذا المقدار الكبير عن الدفاع. الجبهة الشمالية القادمة ستكون صعبة وأنه على طاولة تقديرات الوضع، الحرب القادمة تبدأ بالدفاع قبل الهجوم”.
وتشير “معاريف” الى أن مسؤولين في المؤسسة الأمنية يدركون جيدًا أن الطريق الأفضل للإنتصار في الحرب القادمة في الشمال هي إستمرارية نشاطات الدفاع إلى جانب ضربة نارية لا يقدرعليها العدو. أحد الأسباب لذلك هو واقع أن الإستخبارات الإسرائيلية أنهت منذ زمن جمع معلومات عن كمية الوسائل القتالية الموجودة بحوزة (الامين العام لحزب الله السيد حسن ) نصر الله، وهي مشغولة منذ زمن بتحليل نوع السلاح ويمكن القول بثقة ان الامر يدور عن سلاح دقيق وفتاك”.
وتتابع الصحيفة “جزء من هذا السلاح يصنِّعه ويطوره حزب الله وجزء كبير منه يصل من إيران. إذا كان الحزب تميز سابقًا بأنه منظمة “إرهابية” صغيرة فإن الحديث يدور الآن عن منظمة عسكرية بكل ما للكلمة من معنى حيث أننا نرى في الأشهر الأخيرة أيضًا علاقة تاريخية بين حزب الله والجيش اللبناني”.
وتخلص “معاريف” في الختام الى أن المعنيين “في المؤسسة الأمنية يعترفون بأن أي طرف من الأطراف غير معني حاليًا بحرب على الحدود. إحتمال حصول أمر كهذا ليس كبيرًا لكن إلى جانب هذا واضح جيدًأ أن حادثة صغيرة على الحدود من المتوقع أن تجر ردًا يؤدي إلى حرب لبنان الثالثة”.
العهد