التمديد لليأس… لا

رواند عيسى
21/10/2014
كان للحراك الطلّابي في لبنان، تاريخيا، محطات بارزة. لكن يبدو أن شعلة الحراك في السنوات الأخيرة تكاد تختفي نهائيا. اليوم يشارك طّلاب النوادي من الجامعات “الأميركية”، “اللبنانية الأميركية”، و”اليسوعية” في حراك “لا للتمديد”. لكن المشاركة تقتصر فقط على أعضاء النوادي ولا تشمل باقي طلاب الجامعة.
في حراك “لا للتمديد” العام الماضي، حشدت الاعتصامات عدداً لا بأس به من الطلاب، قبل أن يتوقّف الحراك بقرار من بعض الناشطين، لاعتقادهم أنّ المعركة لن تكون مجدية إن أوقف التمديد دون بديل عن قانون الانتخابات القديم. تفرّغت بعض الجمعيات عندها لطرح قانون إنتخابي جديد. فشل الناشطون في طرح قانون بديل، وعاد الحراك ليظهر مرّة جديدة هذا العام، تزامناً مع تحضير النواب للتمديد لأنفسهم مرّةً ثانيةً.
بدأت التحركات في آب الماضي، وكانت مشاركة الطلاب فيها خجولة جداً.
“للطلاب معركتهم الخاصة مع إدارات جامعاتهم”، هكذا يبرّر الناشط في “الحراك المدني للمحاسبة” سامر عبد الله سبب فقدان “لا للتمديد” للنبض الطلابي. يعتبر عبد الله أنّ الطلاب هم جزء أساسي من الحراك، ويشير إلى أن التواصل مع طلاب الجامعات الخاصة كـ”الأميركية”، “اللبنانية الأميركية” و”اليسوعية” سهل، فهم يلجأون للنوادي العلمانية فيها لدعوة الطلاب. لكن الصعوبة تكمن، بحسب عبد الله، في التواصل مع طلاب الجامعة اللبنانية: “تخرّج معظم المشاركين العام الماضي من “الجبهة الطلابية” في الجامعة اللبنانية، فتفرقت “الجبهة”، وفقدنا التواصل مع الجامعة اللبنانية تماماً”.
بدوره، يعتبر الناشط في مجموعة “من أجل الجمهورية” مروان معلوف أن الحياة السياسية في الجامعات “ماتت” بسبب سيطرة الأحزاب السياسية عليها، ويضيف: “المعركة مع التمديد لن تصل إلى ذروتها إن لم تنتفض الجامعات بشكل لائق”.
“النادي العلماني” في “الأميركية” يدرك مشكلة فقدان الحراك للطلاب، بحسب العضو في النادي بوليانا جحا، التي تؤكّد على محاولة إيجاد حلول للمشكلة. تشرح جحا: “هناك غياب للتوعية الكافية في تاريخ الحراك الطلابي، فالطلاب يجهلون مقدرتهم على تحقيق مطالبهم”. تؤكّد أيضاً أن أعضاء النادي يشاركون دوماً في الحراك لأنهم يخلقون جوّاً حماسياً فيما بينهم للمشاركة، لكنّهم يجدون، في المقابل، صعوبة في خلق هذا الجوّ مع باقي الطلاب في الجامعة. تختم جحا بالقول أن أعضاء النادي العلماني سيغيبون عن الحراك مؤقّتا،ً لإنشغالهم بالامتحانات وبالتحضير للانتخابات الجامعية.
“الحركة الطلابية البديلة” في “اللبنانية الأميركية” ستغيب بدورها عن الحراك للأسباب نفسها، بحسب العضو في الحركة وليد سليقة. يعتبر سليقة أن السبب الأساسي لغياب الحماس عند الطلاب للمطالبة بحقوقهم خارج نطاق الجامعة، هو اليأس الذي أصاب الشارع اللبناني بأكمله. يضيف أن هناك ضغط من قبل الأهل على الطلاب للامتناع عن العمل السياسي، يشرح: “هناك ضغط من الأهل ومن الجامعة، فنحن ممنوعون من ممارسة الحياة السياسية أو الدعوة علناً لأي نشاط سياسي داخل حرم الجامعة”. هناك يأس داخل الحركة أيضاً، بحسب سليقة، فالعديد من الأعضاء امتنعوا في الآونة الأخيرة عن المشاركة بأي تحرّك على الأرض.
يواجه “النادي العلماني” في “اليسوعية” المشكلة نفسها. هناك صعوبة لإقناع جميع الأعضاء بالمشاركة بالتحركات خارج حرم الجامعة. يشرح مسؤول النادي وسيم عبد الله: “هناك العديد من الطلاب في الجامعة مهتمون بالفكر العلماني ومتحمسين للانتماء للنادي، لكنهم يعتبرون أنفسهم غير جاهزين للمشاركة بأي حراك مطلبي خارج الجامعة”. ويشير إلى أن مشاركة طلاب “اليسوعية” في “لا للتمديد” هذا العام كانت رمزية، خاصةً أن الحملة عادت خلال الصيف. إضافة لتفرّغ النادي لتنظيم أحداث خاصة في الجامعة لضم المزيد من الطلاب إلى النادي.

السفير

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …