انها الساعة شيء الا ربعاً في مطار تل أبيب الدولي. لقد حطت طائرة رئيس دولة الفاتيكان بابا المسيحيين الذي يصل الى الكيان على رأس وفد رفيع في زيارة رسمية ورعوية للمسيحيين على أرض فلسطين التاريخية.
لقد اكتملت الإستعدادات في مطار تل أبيب الدولي للزيارة التاريخية. رأس الدولة ورئيس وزرائه وكبار الموظفين في صالون الشرف استعدادا للخروج واستقبال الضيف. الكيان امام فرصة تاريخية جديدة يظهر فيها بمظهر الحمل الوديع أمام رئيس دولة الوداعة الذي جاء ليضفي شرعية ومباركة على الكيان الهجين.
صحافة العالم والكيان في اعلى درجات الإستنفار على أرض المطار لتغطية الحدث!
فتحت أبواب الطائرة ايذانا بخروج الضيف والوفد المرافق. ثعالبة الكيان اعتلوا منصات الشرف وتآكدوا من وجودهم على مرمى عدسات الصحافة بانتظار المصافحة الحدث.
أطل بابا روما من باب الطائرة ملوحا بيديه ومباركاً يتبعه مرددا لحركاته الوفد المرافق وعلى رأسه غبطة بطرياركنا المقاوم! (هنا نبني على حسن الظن بان البطرك يلوح للمؤمنين وليس بنيته التلويح للإسرائيليين ومن باب ان الأعمال بالنيات لا أشكال حتى اللحظة)
على أرض المطار، شيمون وبنيامين يردون التحايا. عينهم على البابا ونيتهم ان تقابل نظراتهم نظرات بطركنا. كل شيء هنا رسمي. السيناريو بحد ذاته اعتراف بشرعية الدولة الهجينة. ممثل نصف لبنان على ارض الكيان مباركا ومشرعاً. هي لحظات تاريخية ينقلها الإعلام الإسرائيلي من كل الجهات. حتى قيل ان أقمارا اصطناعية ترقب الحدث.
البابا والوفد ينزلون من سلم الطائرة كذلك شيمون وبنيامين يقتربون من الدرج.
رحلة البطرك من باب الطائرة الى ارض المطار بطيئة. هي تستعين ببطء حركة البابا المسن ولكنها في كل خطوة منها تحمل ذكريات عقد من عمر الأمة والوطن لبنان. مع كل درجة ينزلها البطرك يتمنى فيها لو ان التاريخ يعود الى الوراء ويمتنع عن هذه الزيارة.
ويتساءل بطركنا الطيب عما سيفعله حين تلمس اقدامه ارض المطار.
– هل يهرب من اي لقاء وكيف ذلك وهو يكاد يكون اهم شخصية في الوفد الزائر؟
– هل يتابع هروبه الى الأمام فيصافح ويعانق؟
– هل ينتفض لمظلومية لبنان فيهجم هجمة ثائر مفجوع وهو رسول محبة؟
…
في هذه اللحظة تتوقف مخيلتي عن تصور الإمتحان الجلل الذي يأخذنا اليه غبطة البطريرك.
عفواً سيدنا، زيارتك غير مناسبة ولا تتناسب مع موقعك بطريركاً للبنان الشرف والمقاومة!
على أمل أن يخرج سيدنا البطريرك بتتمة لهذه الأحداث تكون بلسما لجروح اللبنانيين عبر سنوات العدوان الصهيوني.
…
والحمد لله
نضال