وائل خنافر
المستشفى هو المكان الوحيد الذي تمنى والد نديم لقاء ابنه فيه، بعد أن أعياه المرض. قبل رحيله تحركت مشاعر الأبوة وأحاسيس القلب الصافي الذي يرأف حتى بالقلوب الخشبية، وطلب إلى أحد أفراد العائلة أن ينقل إلى نديم رسالة، أرادها مكتوبة تخفيفاً ربما لوقعها، أو تفادياً لإحراج ناقلها. بلغته البسيطة أملى الرسالة المختصرة، وطلب أن تبقى كما هي وتكتب عباراتها مثلما قيلت.
[ مع إنو قلبك قاسي يا بيي قلتلهن يكتبولي رسالةلأنك ما عدت رديت على التلفون
يمكن ما بدك تسمع عتابي وخايف من كلامي
بس اللي بيترك أهلو يا بيي ما إلو شي
بعرف إنك يمكن تكون شربان وما رح تحس بشي بس تقرا رسالتي
بس أنا رح ارضي ضميري وذمتي وقللك هالكلمتين …
إنتي بتضلك زعلان ومقهور لأنك ما بتشبع وما بتقنع وبتصير تشرب على زعل
دير بالك على صحتك
بوصيك … اكرهني قد ما بدك بس ما تشتغل ضد ولاد بلدك
أنا رايح من هالدنيا بس ما تحرقلي قلبي بقبري وتحرق بقلب إمك
ما تكون مع اسرائيل وأميركا
ما تخون رفقاتك شهدا عيناتا .. هول استشهدو ليضل بيتنا فيها
بعرف إنك مش رح تجي تشوفني … أنا مشتقلك وحابب ودعك
بس بدي قلك شغلة فكر فيها … حتى لو ما جيت
يا بيي يا تقبرني … المصاري مش كل شي ! ] ربما لم يكتب الوالد هذه الرسالة، ولكنها بالتأكيد كلمات غصت بها نفسه، تعبر عن القلب المثقل بالحزن لأب لم يودع ابنه على فراش المرض، وهي قد تسربت في مخيلتي عندما سمعت بقصة هذا الولد الطائش والعاق، نديم قطيش.
المصدر: موقع البوصلة