الأرقى خُلُقاً

في مقارنة سريعة لمستوى الرقي الأخلاقي والتربوي بين مختلف مكونات الشعب اللبناني نجد أن المكون الشيعي لا يحتل بالضرورة مرتبة الصدارة في هذا التقييم. ذلك مع العلم أن الموروث الحضاري والديني الشيعيين هما الأرقى وبدون منازع وبإعتراف الجميع. وخير مثال على ذلك رجوع كبار مثقفي المسيحية إلى أدب وثقافة علي إمام الشيعة عليه السلام.
نستخلص من هذه الفكرة أننا كشيعة نعيش نوعاً من الإنفصام بين ما وصلنا من قيم ومبادئ وما نطبقه في حياتنا وواقعنا اليومي.
بالنظر إلى أسباب هذا الإنفصام نجد أن لا بد من رده إلى مستوى الجهل بكنه ما وصلنا من قيم. ومثال على ذلك تجد أن بيوتنا لا تخلو من المصاحف ونهج البلاغة وكتب الأدعية. وكلها موجودة بالمجان على أجهزتنا الخليوية، إلا أننا لا نقرأها إلا ما ندر. وإن قرأنا فإننا لا نتدبر ونتفكر وإذا تفكرنا تجدنا أجبن من أن نغير ونطور في سلوكنا بعيداً عن ما ورثناه من عادات بالية في كثير من الأحيان.
يمكن للآخرين أن يكونوا أكثر حضارة لا لما ورثوه بل لعدم إتخاذهم الموروث وثناً يقدسونه دون أن يفقهوا محتواه. الكثير من الآخرين كفروا بالموروث وتعاملوا مع الأمور بواقع التجربة والمنطق والعقل.
تكاد تكون مشكلتنا في توثين الموروث من جهة وتكفير التجربة والمنطق من جهة أخرى لننتج ضياعاً وصراعاً فكرياً وأخلاقياً ليس حكراً على جيل دون آخر!
كفى الله المؤمنين شر أنفسهم.
نضال

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …