اعترافات سماحة

اعترف الوزير السابق ميشال سماحة صراحة امام المحكمة العسكرية الدائمة بأنه قام بنقل المتفجرات من سوريا الى لبنان، لكنه أصرّ على أنه استُدرج الى فعل ذلك من قبل ميلاد كفوري، متهماً إياه بالعمل لدى استخبارات أمنية محلية وخارجية من أجل الايقاع به واستدراجه الى فخ، ووصف ما قام به ب”الخطأ الكبير”.

وارجأت المحكمة جلسة النظر في قضية سماحة، الى 13 أيار المقبل، للاستماع الى إفادة سائقه فارس بركات.

وكانت الجلسة بدأت حوالى الثانية عشرة والنصف بعد ظهر اليوم، برئاسة رئيس المحكمة العميد الطيار خليل ابراهيم، وحضور محامي سماحة: صخر الهاشم، معن الاسعد، مالك السيد، طوني فرنجية، شهيد الهاشم وربى عازوري، اضافة الى عائلته.


بداية، أكدّ ابراهيم أنه “بعد الاطلاع على ملف الدعوى الراهنة القائمة بين الرأي العام والطرفين سماحة والمملوك، ونظرا الى صعوبة تبليغ الاخير وجلبه، رأت المحكمة عدم جواز ان تكون الاجراءات المتعلقة بالمملوك سببا للتأخر بدعوى لسماحة وقررت فصل الخصومتين، وتأجيل دعوة المملوك الى 16 أيار المقبل”.

بعد ذلك، تلا ممثل النيابة العامة نص المضبطة الاتهامية التي أشارت الى أن “سماحة أقدم مع اللواء في الجيش السوري علي أحمد المملوك على تأليف عصابة ترمي الى ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها ومحاولة قتل سياسيين ونواب ورجال دين ومواطنين. كما أقدم على الحض على القتل في عكار. وأقدم المملوك على حيازة متفجرات بقصد القتل وتسليمها الى سماحة الذي أقدم بدوره على حيازتها ونقلها بقصد ارتكاب أعمال القتل والارهاب”.


واستهل رئيس المحكمة الاستجواب بالطلب الى سماحة التعريف بنفسه والوظائف والمناصب التي تبوأها. فأوضح سماحة أنه تدرج في حزب الكتائب وتعاطى الشأن العام وابتعد كل البعد عن أنواع الصراع العسكري أو العمل الارهابي أو أعمال العنف، وقال: “كنا أجري مفاوضات لاعادة مخطوفين وأعمل على وقف اطلاق النار، وكنت وسيطا بين القوى اللبنانية وجهات عربية وغربية. تبوأت وظائف رسمية منها وزارة الاعلام والسياحة في حكومة رشيد الصلح، وشغلت منصب وزير الاعلام في أول حكومة للرئيس رفيق الحريري وفي آخر حكومة له، ونائب عن المتن سنة 1998”.


وتابع سماحة: “منذ الفرز الذي حصل في لبنان، اتخذت مواقف علنية موثقة، إذ قمت باتصالات في الداخل والخارج وازدادت قناعاتي رسوخاً خلال فترة توقيفي، بأن هناك أطرافا محلية وسفارات انزعجت من نشاطي، كما أن الرئيس الاميركي جورج بوش كان أصدر أمرا رئاسيا تنفيذيا عام 2007 يمنعني من الدخول الى الولايات المتحدة الاميركية معللا ذلك بأن نشاطاتي مع سوريا والمقاومة تعرض الامن القومي للخطر”.


أضاف: “لم يأت أحد على ذكر أي نشاط ارهابي لي بل وضعوني على لائحة المنع السياسي وليس الارهابي. ومنذ ذلك الوقت، تعاونت أجهزة مخابرات على مراقبتي بشكل كامل للنفاذ الى علاقاتي واتصالاتي، فتمت برمجة عميل فاعل مستدرج ومحرض أو أكثر، ممن هم على علاقة شخصية بي منذ زمن طويل”.


سئل: هل تعتبر أنك وقعت في فخ مخابراتي ربطه لك ميلاد كفوري؟

أجاب: “نعم، ميلاد أو أحد أسمائه الاخرى”، موضحاً “علي المملوك مسؤول في قطاع الامن السوري، أتعاطى معه منذ فترة في مواضيع سياسية تمت الى علاقات سوريا بدول خارجية مثل فرنسا واسبانيا وايطاليا، أما ميلاد فشخص أعرفه منذ عام 1992، وكان يتردد علي بصفته ابن منطقتي، وفهمت منه أنه كان في عداد جهاز أمن القوات اللبنانية وله نشاطات وعلاقات مع أجهزة مخابرات في البلد. وكان يملك شركة أمنية تتولى حماية الـABC ويأتي لي بمعلومات غير مهمة”.

وتابع: “بعد ذلك عمل كمسؤول أمني عند موريس فاضل، ثم انتقل عند الوزير السابق محمد الصفدي حيث كان يشكو من أنه لم يستطع ترؤس جهاز أمنه الشخصي بسبب تقدمه في السن وعدم حيازته شهادات علمية”.


سُئل: ماذا حصل في منزلك في 21 تموز؟

أجاب: “ألح علي كفوري كثيرا طالبا خدماتي لمساعدة اشخاص تعرف عليهم خلال عمله عند الصفدي كي يجني بعض الاموال”، مضيفاً “اختاروني نظرا الى علاقاتي مع مراكز القرار في الغرب وأعلم كيف يفكرون ويخططون، راقبوني، وطلب مني كفوري العمل لنصل من خلال حدودنا مع سوريا الى ما سبق ووصلنا اليه في حدودنا مع اسرائيل في عام 1975. كلهم كانوا يشجعون التسلح وتمرير السلاح مؤازرة للثورة المسلحة في سوريا”، وأضاف: “أنا لم أخف على سوريا بل على لبنان، لذلك أنا هناك في السجن. كفوري كان هناك من يبرمجه، وهو جيد في الاقناع .. وهنا وقعت في الفخ”.


وتابع: “لن أغفر لنفسي، فكثرة الاتصالات والضغط علي وتحين الفرص أدى الى موافقتي في منتصف حزيران، ولكن بنيتي تأمين مستلزمات فقط وليس أهدافا. لم يتحدث المملوك ولا السوريون بأهداف، كفوري فقط هو من حدد الاهداف وتحدث بها، وأنا كنت موضوعا قابلا، أخطأت بعد أن أتى من هو مكلف ليفخخني ففخخني”.


وتحدث سماحة بإسهاب عن عمليات الاستدراج المتكررة له والتسجيلات بينه وبين كفوري.

المصدر: التيار

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …