جورج ابو معشر
واقع لبنان اليوم، على شفير هاوية، يمكن ردمها، اذا ما صدقت النوايا.
واقفلت الخلايا. وانزلت الاعلام السوداء عن الصواري. وقضي على الداعش الضاري، وجففت المجاري العائمة تحت العمائم الحالمة بامارات اسلامية، متعارضة كليا واخلاقيا مع الاسلام الحنيف.
لبنان اليوم، يقف على مفترق يؤدي الى كل الاحتمالات، وفقا لتدابير السلامة، وتوخي الحذر من مطبات طائفية، مذهبية، صهيونية بامتياز معطى للموساد الاسرائيلي بعد رفع لإبط السي – اي – ايه.
لواء احرار السنة في بعلبك ضد المسيحيين جاء ليكمل الطريق المؤدي الى «تفتيت» لبنان المنقسم طائفيا ومذهبيا ومسيحيا، ومارونيا… وادخاله في لعبة اقليمية – اسلامية تتعارض في ابعادها مع الشعار المعروف «لبنان حاجة دولية – استخباراتية»، لا يمكن التخلي عنه لموقعه الجغرافي، وتركيبته الديموغرافية، ونظامه المصرفي الحر، واتقان اهله… لكل اللغات العالمية التي تحتاجها دوائر الاستخبارات والتجسس، وتبييض الاموال، ومعرفة ما يجري خلال لحظات في عواصم العالم، بشرقه وغربه، وشماله وجنوبه.
ولأنه هكذا يتعرض في كل لحظة، او نكسة سياسية كهذه، الى ما لا تحمد عقباه، لو لم يتدارك الجيش وقوى الامن، والامن العام، وامن الدولة كوارث التفجير الداعشي، في ظل هذا الفراغ السياسي، لدخلت البلاد في سلسلة التآمر الميداني، وما كان لبنان ليبقى حتى الان عصيا على مشروع مجموعات الفتن الانتحارية.
في متابعة اقليمية للاحداث الدموية الجارية على طول الحدود الاردنية، التركية، العراقية، والسورية، يدخل اقليم كردستان كملحق حيوي في حكم ذاتي يضمن عدم استرداد كركوك وثروتها النفطية.
كشفت التحقيقات الاخيرة، ان من حدود لبنان الشمالية تبدأ الامارة الداعشية، وكادت ان ترسم الحدود هذه، لو لم تتم السيطرة على القصير والقلمون والمناطق المشتركة بين لبنان وسوريا، وتتدخل جهات سنية رسمية للامساك بزمام الشارع الطرابلسي «المغسول الدماغ» والحالم بالخلافة الاسلامية.
في لقاء مختلط، ضم جهات اجنبية، وعسكرية، وسياسية، تم استعراض ما جرى في المنطقة العربية، وما قد يجري لو استمرت الاحداث على النحو القائم، وانعكاسها السلبي على الوضع القائم في لبنان، لجهة التعرقي، واحباط المؤامرات الدامية، ومتابعة للملاحقات القضائية والامنية.
في المعلومات: ان القرار الذي حظي بموافقة الاكثرية يرتكز على مبدأ «الوقاية» كعلاج ممكن، وذلك باسداء النصح لمن يريد ان ينتصح من اصحاب العمائم بالتوقف عن رمي الفتاوى يسارا ويمينا، والا اضطرت الدولة اللبنانية بسلطاتها الجامعة الى اعتماد السابقة «التاريخية» لملك المغرب محمد السادس والقاضية بمنع الائمة والخطباء وجميع المشتغلين في المهام الدينية من «ممارسة اي نشاط ديني او سياسي». كما دعا القانون الجديد كل العاملين في الحقل الديني الى «التحلي بصفات الوقار والاستقامة والمروءة، بالاضافة الى منعهم من مزاولة اي «نشاط» مدر للمال في القطاع الحكومي او الخاص.
ولكي نبقى خارج الزواريب، ومع اصحاب العمائم المحترمين في لبنان نؤكد: ان الداعي الى امارة اسلامية في لبنان «اخ لحنيكر» الداعي الى انشاء دولة يهودية فوق الارض الفلسطينية.
وقد توافقوا فترافقوا، فبات على اللبنانيين التوافق: لتفريقهم.
موقع شارل أيوب