قال سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء عليها السلام في صيدا: يحق لكل لبناني أن يسأل عن كل ما يُفترض أن يسأل عنه : عن الأمن المفقود .
عن داعش التي قال وزير داخليتنا أنها بالآلاف على الحدود ، عن المليارات التي وُعد بها الجيش ولم يصل منها شيء. عن الأسرى الذين أُخذوا على حين غرة وتركوا لقطّاع الرؤوس في ظل أجواء غامضة مريبة. عن الماء والكهرباء ورئاسة الجمهورية والانتخابات النيابية وسلسلة الرتب والرواتب والشهادات الرسمية وغيرها من المسائل التي تزلزل حاضر ومستقبل الوطن.
مَن المسؤول الحقيقي عما يحصل في البلد؟ مَن المسؤول عن هذا التردي الذي ضرب القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية؟ .
أليست الطبقة السياسية التي تعاقبت على الحكم منذ الطائف بسياسات أمنية فاشلة أسقطت الجيش ببطء في مستنقع الرمال المتحركة للزبائنية اللبنانية ، التي لم تقدم له سوى الكلام المعسول فيما اللبنانيون يواجهون عاصفة إثر عاصفة تلتهم أحلامهم وتطلعاتهم بالسلام والاستقرار .
من أراد الجيش ضعيفاً أمام العدو الإسرائيلي ، كان يصّر على إظهار عجز الدولة وفشلها في تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على سيادة لبنان وحماية الشعب .
ومن أراد عدم تجهيز الجيش وتركه في العراء أمام الدواعش كان يراهن على تحولات لضرب المقاومة. فماذا أعددنا لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية. لا شيء سوى استدرار العطف والمعونة من الخارج.
الخارج الذي يتاجر بدماء شعوب المنطقة لن يتأخر بالمتاجرة بدماء اللبنانيين لأنّ مصالحه هي فوق كل اعتبار .
وينبغي أن يقال بكل صدق ونزاهة أنه لولا المقاومة لكنا اليوم وسط طوفان من الدم وجحيم من النار . إنّ الشعب اللبناني يدفع ضريبة الطبقة السياسية التي لاحدّ لاستهتارها وطائفيتها وحزبيتها وتبعيتها للخارج