في خضم الأزمة التي يتخبط فيها الوطن والأمة وفي ظل هذا القهر الذي يعيشه أبناؤنا وأهلنا في الوطن يبرز جلياً هذا الثقل الذي يحمله تاج رؤوسنا وحبيب قلوبنا، سماحة السيد.
لعل ذنبه هو أنه من سلالة الشرفاء والنبي والأئمة الذي تميز بالعمل على تحقيق قوة تنفيذية فنالها بصدقه وإخلاصه وإيمانه الخالص لوجه الله.
لا تدري من أين تبدأ بإحصاء المسؤوليات الضاغطة على سماحته والتي تنوء منها الجبال الا أنه يحملها بجدارة ويمضي بخطى ثابتة.
هو السيد بعقله وهامته والمجموعة الجهادية وبعض من رفاق السياسة وكثير من المؤمنين به هم وحدهم يقفون في وجه التحديات والصعاب.
التحدي الأول يكمن في مواجهة عدو تاريخي مغتصب للأرض وقد وضعت في تصرفه موازنات كبار الدول. هو هذا العدو الذي حقق السيد في مواجهته توازن رعب غاية في الدقة وبإمكانيات مادية متواضعة عمادها دماء المقاومين والمجاهدين.
التحدي الثاني أمام السيد هو هذا الغول اللبناني الطائفي الذي لا يريد لخط التشيع أن تقوم له قائمة في لبنان. هي سياسة الدفاع لا الهجوم التي يعتمدها في هذا الخط. لا لشيء إلا لأن السيد المسلم الإنسان لا يمكن أن يكون المبادر لفتنة أو لظلم لأي من مكونات الوطن. ولأنه لا يمكن أن يؤذي بالقول أو الفعل من آذاه بالقول ومهم بلغت الإهانة.
التحدي الثالث الذي قبله السيد وبكل جرأة هو تحدي الإنقضاض على العمق الإستراتيجي والشريان الحيوي للكيان في سوريا. هناك حيث جيء بمجانين الأرض كلهم لكسر ضهر المقاومة. وبكل جرأة خرج السيد لها خروج جده الحسين وكله أمل أن تخرج منها الأمة منتصرة مهما بلغت التضحيات وذلك لإيمانه بالحسين وبأن الأمة خرجت منتصرة بإستشهاد الحسين.
التحدي الرابع أمام السيد هو في الحلفاء في الداخل. هم الحلفاء ذوو البعد الدنيوي المادي المحدود الذي لم ولن يفقهوا البعد الإيماني العرفاني عند السيد. هؤلاء يخاطبون السيد بحسابات الربح والخسارة. بالمقاعد والمناصب والمحسوبيات. هؤلاء يتعبون كاهل السيد بترهاتهم ولعل عناء التعامل مع هؤلاء أكثر إجهادا من معارك السلاح.
التحدي الخامس عند السيد هو في بيئة متخلفة تهلل للإنتصارات وتتلوى وتقنت عند الشدائد. هم محدودو النظر والبصر والبصيرة. تخلف هؤلاء يكاد يكون قاتلا”. هم الفئة الوازنة عددا في المجتمع الذي يعمل السيد من أجل منعته فإذا بهؤلاء رعاع إذا ما اقتربت الفتن.
أما التحدي الأسوأ عند السيد فهو في بطانة متملقة منتفعة خاملة تجهد في الإنشاء وفي صف الكلام الذي لا يكاد يعبر عن قناعة وصدق. هي مجموعة الكسبة الجدد الذين ركبوا الموجة لحصد المناصب والأرباح.
كل هذه وغيرها يحملها السيد ويمضي بها. ثقلها هو حتما اكبر من حمل صليب في درب جلجلة. الأنبياء لا يتكررون. والأئمة لا يعودون والسيد إستثناء في عالم بشري مخيف. هو حجة من الناس على الناس ذنبه أنه صادق وبصدقه نال قدرة وقوة ومن قوته ارتعب سفلة الأرض فخرجوا عليه ليقاتلوه.
نحمد الله أن بعثنا في زمن فيه السيد. ونسأل الله أن ينصر السيد في كل تحدياته. ونسأل الله أن يبعد عن قلبه كل هم وألم وحزن.
حمى الله السيد من كل سوء وأطال الله عمرك يا حبيب القلب ونور العين.
من عروس الجليل – بنت جبيل