قررت “حركة أمل” احياء الذكرى السنوية السابعة والثلاثين لاخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين في الثلاثين من اب الحالي السادسة مساء في ساحة عاشوراء في النبطية بمهرجان مركزي سيحمل عنوان “الرمز والقضية”، سيحضره ويتحدث فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث يعكف منذ الان على بلورة الخطوط العريضة للكلمة التي ستحمل جديدا حول قضية الامام الصدر، كما سيتطرق الى مختلف القضايا المحلية العامة والاقليمية والدولية من خلال جملة مواقف هامة.
وقد ارتفعت وتيرة التحضيرات الميدانية واللوجستية والامنية والاعلامية لتوفير الظروف الملائمة للمهرجان الذي يقام هذا العام في ظلّ الاستقرار الأمني الذي تشهده مختلف المناطق اللبنانية، حيث تُعتبَر النبطية المدينة الاكثر استقرارًا في لبنان. من هنا كانت العين على ساحة عاشوراء فيها لرمزيتها فكانت مكانًا للمهرجان الذي سيُقام الاحد في 30 آب، وليس كما درجت العادة في السابق في 31 اب يوم اختفاء الامام الصدر في ليبيا العام 1978.
وينعقد مهرجان الامام الصدر في النبطية هذا العام بعد الانجاز النوعي للامن العام بتوقيف الارهابي احمد الاسير الذي تسبب مع عصابته في قطع الطريق الى الجنوب منذ سنتين في تموز واب من العام 2013 ما دفع هيئة الرئاسة في الحركة برئاسة بري لاتخاذ قرار بتأجيل المهرجان قبل 3 ايام والذي كان مقررا حينها في النبطية لان مصدرا مسؤولا في الحركة قال حينها “نحن نهرب من الفتنة لذلك كان تأجيل المهرجان”، وفي اب من العام الماضي استعاضت الحركة عن اقامة المهرجان بكلمة وجهها بري من عين التينة الى اللبنانيين عبر شاشات التلفزة نظرا للظروف الامنية الصعبة التي كانت تشهد تصعيدا في وتيرة الاعمال الارهابية للتكفيريين من تفجير السيارات المفخخة في الضاحية والبقاع وغيرهما.
خطة أمنية محكمة
وأوضحت مصادر ميدانية مولجة الاشراف التحضيرات للمهرجان في النبطية لـ”النشرة” أنّ ورشة اعلامية تواكب المهرجان باشراف مباشر من المسؤول الاعلامي المركزي للحركة الدكتور طلال حاطوم وهي بدأت رفع الاعلام اللبنانية والحركية وصور الامام الصدر وبري وشعار المهرجان من مثلث الزهراني وصولا الى مثلث كفررمان حيث تتولى المنطقة الاولى في الحركة الترتيبات الاعلامية، وأشارت إلى أنّ هناك خطة امنية محكمة حول المهرجان بالتنسيق بين شرطة مجلس النواب والجيش اللبناني والقوى الامنية والحركة، وهناك توزيع للمهمات الامنية والاعلامية واللوجستية وتوزيع الدعوات للقيادات والشخصيات اللبنانية لحضور المهرجان، كما ان هناك حافلات ستقل الوفود الشعبية من بيروت والبقاع والضاحية وجبل لبنان ومختلف المناطق الى النبطية لحضور المهرجان الذي سينقل عبر شاشات التلفزة بأكملها.
ولفتت المصادر إلى أنّ حاطوم ومعه المسؤول الاعلامي لاقليم الجنوب في الحركة الزميل علي دياب وعدد من مسؤولي المناطق الحركية سيشكلون غرفة عمليات اعلامية مزودة بخطوط هاتفية وفاكسات وماكينات تصوير لتسهيل مهام المندوبين الاعلامين الذي سيمنحون بطاقات خاصة للمهرجان من المكتب الاعلامي في الحركة، وسيصار لتخصيص مكان لهم فيه للتحرك والعمل وسيكون مزودا بأجهزة هاتفية والات تصوير وفيه محطة ارسال لبث كلمة بري على الهواء مباشرة والتي ستنقلها وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، كما ان هناك شاشات عملاقة ستوضع في ساحة المهرجان وفي كل الاتجاهات ليتمكن الحضور من الاستماع لكلمة بري بارتياح.
واشارت الى ان المنبر الذي سيعتليه رئيس المجلس النيابي يراعي كافة التدابير الامنية، رافضة الغوص في تفاصيل اكثر، الا انها قالت ان الجيش والقوى الامنية سيتمركزون على التلال المطلة على مكان المهرجان بهدف الحماية وتأمين الاستقرار وان الطريق من بيروت والبقاع الى الجنوب والنبطية ستكون بحماية الجيش والقوى الامنية لتأمين وتوفير وصول الحافلات والوفود الى مكان المهرجان.
غرفة عمليات…
وبعد ترتيب ارض ساحة المهرجان سيصار الى رفع خيمة كبيرة وواسعة ووضع الكراسي تحتها لاستقبال المواطنين القادمين من مختلف المناطق اللبنانية للمشاركة في هذا المهرجان الوطني، علمًا أنّ يافطات ارتفعت على طول الطرقات المؤدية للنبطية، وحملت أقوالاً للامام الصدر حول التأكيد على الوحدة الوطنية الداخلية ومنها ،”اسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام”، “انكم يا اخواني الثوار كموج البحر متى توقفتم انتهيتم”، “اذا التقيتم العدو الاسرائيلي قاتلوه بأسنانكم واظافركم وسلاحكم مهما كان وضيعا”، “التعايش الاسلامي المسيحي ثروة لبنان الحقيقية”، “خذوا زينتكم عند كل مسجد والسلاح زينة الرجال”، وغيرها من الشعارات والاقوال التي تشدد على الكلام الذي قاله الامام الصدربأن “لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه”، كما أبرزت بعض اليافطات أقوالاً لبري منها “نزرع اجسادنا في الارض والقطاف اتى وهو التحرير”، “اننا شيعيو الهوية سنيو الهوى لبنانيو الحمى”، “علينا الحفاظ على ذهبية الجيش والشعب والمقاومة”، وغيرها من الشعارات والاقوال.
وأكدت مصادر مسؤولة في “حركة أمل” لـ”النشرة” أنّ القوى الأمنية بدأت بتنفيذ الإجراءات الأمنية على الأرض على أن تتخذ شكلاً تدريجياً وتصاعدياً، مشيرة إلى أنّ وتيرة الاجراءات ستصل إلى الذروة القصوى صبيحة يوم الاحتفال، حيث ان هناك خطة مع القوى الامنية تقضي بمنع دخول السيارات الى النبطية اعتبارا من تمثال العالم حسن كامل الصباح ومن كافة المداخل المؤدية الى مدينة النبطية وان لجانا مختصة سوف تعلن عن مواقف السيارات لاحقا.
وأشارت المصادر إلى أنّ غرفة العمليات التي تمّ تشكيلها للاشراف على الاحتفال تضمّ وزراء ونواب وقيادات عليا من الصف الاول والثاني في “حركة امل” مهماتها متعددة واولها التنسيق مع القوى العسكرية والامنية لتأمين كل الظروف المؤاتية والملائمة لامن المهرجان ومحيطه واستقبال الشخصيات السياسية والامنية والعسكرية على ان تقام داخل الساحة ممرات خاصة لتوزيع الشخصيات على الاماكن المحددة لها وان لجنة من علماء الدين في الحركة ستتولى استقبال رجال الدين من كل الطوائف واجلاسهم في الاماكن المحددة لهم، فضلا عن توزيع المقاعد ما بين رسمية للصف الاول وعسكرية وامنية وحزبية وسياسية وغير ذلك.
في الخلاصة، تتجه الأنظار نحو كلمة بري في النبطية وما قد تحمله من مفاجآت سياسية كما درجت العادة في ذكرى الامام الصدر، خصوصًا في ضوء الأزمات السياسية المستفحلة في البلد، وسط تساؤلاتٍ عمّا إذا كانت مبادرة ما ستبصر النور من النبطية لتفتح أفقا جديداً أمام حلولٍ آن أوانها
المصدر: النشرة
الوسوممباشر
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …