بعد تحميل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اسرائيل مسؤولية اغتيال عميد الأسرى المحررين من السجون الاسرائيلية سمير القنطار وتهديده بالرد في الوقت المناسب على عملية الاغتيال، فان الانظار مشدودة في الجنوب إلى مستوى هذا الرد، ومن اين وكيف سيكون وهل تختار المقاومة مزارع شبعا ام تنفذ عملا امنيا اما من داخل الاراضي اللبنانية المحتلة في المزارع أو أنها ستنصب كمينا لدورية اسرائيلية لتقتل عددا من جنودها وتأسر آخرين، خصوصا أن القنطار هو عميد الاسرى المحررين لدى اسرائيل. وتبرز أيضا تساؤلات حول احتمال أن تكون عملية الرد موضعية فقط لتبقى معادلة الردع بيد المقاومة التي قالت مصادر مقربة منها انها لن تسمح لاسرائيل باعادة الامور الى الوراء، وهي جاهزة للرد، وتختار الزمان والمكان المناسبين.وأشارت مصادر امنية مراقبة عبر “المركزية” إلى أن الحزب سيغير معادلة الرد وسيختار صيدا ثمينا بحجم جريمة الاغتيال، من خلال نصب كمين لدوريات اسرائيلية اما في الجولان او في فلسطين المحتلة او من داخل مزارع شبعا ليكون الرد مؤلما وموجعا، ولكي تبقى معادلة الرعب بايدي الحزب الذي، وبحسب مصادر مقربة من المقاومة، لم تعد معادلته ما بعد بعد حيفا انما تخطتها لما بعد بعد طبريا .
ولان الرد سيكون أمنيا والحزب يسعى إلى صيد اسرائيلي ثمين ، فإنه بدأ عمليات استنفار في القرى والبلدات الجنوبية طوال الليل بالتنسيق مع حركة أمل لنصب الكمائن وتسيير الدوريات في مختلف مناطق الجنوب وتحديدا تلك القريبة من المستعمرات الاسرائيلية لافشال اي عملية تسلل اسرائيلية لاغتيال او خطف احد قياديي المقاومة في محاولة لخلط الاوراق واشعال الحرب في لبنان.
وذكّرت مصادر مقربة من المقاومة عبر “المركزية” أن في 18- 1 من العام الجاري حاولت اسرائيل اغتيال القنطار بغارة على موكب للمقاومة كان يتحرك في القنيطرة السورية ، وأخطأته، فأدت الغرة الغارة حينها إلى استشهاد القائد جهاد عماد مغنية و6 من معاونيه ممن كانت مهمتهم العمل على ازالة الشريط الشائك الذي وضعته اسرائيل في الجولان خدمة للنصرة لتقسيم المنطقة، على غرار ما فعلته في جنوب لبنان من خلال الشريط الحدودي الذي اقامته والذي دمرته المقاومة خلال تحرير الجنوب من العام 2000 .
ولفتت المصادر إلى أن قيادة المقاومة اتخذت في حينه قرارا بالرد من داخل مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وكانت الحصيلة 7 قتلى من جنود اسرائيل فضلا عن عدد من الجرحى، مؤكدة ان لقيادة المقاومة وحدها تحديد مكان وزمان الرد على عملية اغتيال الشهيد القنطار وهو ما ستظهره الساعات القليلة القادمة ، مشيرة الى غياب الدوريات الاسرائيلية خلف الحدود الجنوبية وتراجعها الى داخل المواقع الاسرائيلية لمراقبة الحدود الجنوبية وما يجري خلفها .
وشرحت ما جرى ليل الاحد الاثنين في الجنوب مشيرة إلى ان مجهولين لم يكشفوا القناع عن وجهوهم اطلقوا صواريخ عدة من منطقة صور نحو فلسطين المحتلة، اعقبها قصف اسرائيلي على الحنية وزبقين وقنابل مضيئة فوق القلية والمنصوري فضلا عن حركة الطيران الحربي والمروحي. وعالج الجيش اللبناني واليونيفل الوضع واعادا الامور الى حدها، لكن الاسرائيليين متخوفون من رد حزب الله القاسي والمؤلم لذلك غاب مزارعو المستوطنات عن الرؤية في الجانب اللبناني والتزموا مستعمراتهم التي خلت من الحركة لليوم الثاني وسادها الصمت المطبق ليبانون فايلز