في وقت تسجل الدول الغربية النجاح تلو الآخر في ضبط عمليات العنف الأسري، تتكشف تباعا أنواع من هذا العنف في بلادنا في مستوى من الفظاعة والهمجية يندى له الجبين.
اليوم وفي معظم دول العالم، مجرد التكلم بعنف مع إنسان آخر أياً يكن والتهجم عليه حتى ولم تصل الى التعرض الجسدي، فهي تعتبر من أبواب العنف الأسري (domestic violence). حتى أن أقسام الشرطة في هذه الدول مزودة بصلاحيات التعامل مع من يقدم على مثل هكذا أفعال على أنهم مجرمون. وتتدرج الملاحقات من تقرير (report) الى جرم تعد (Assault) الى محاكمة (court) ومنها الى سجن (jail). في هذه البلاد لا مكان للعنتريات وللإستقواء فالكل تحت القانون، وان كان بعض منحدري أرض الأرز لا زال يعيش التخلف الغريزي وان ولد وعاش كل حياته في مكان آخر.
أليوم تنقل لنا النهار حادثة فظيعة لا بد من أن تقرأ وتعاد حتى يتعظ المتخلفون الهمج الرعاع.
ضحية جديدة للعنف الأسري سقطت الخميس الماضي، في وقت كان يستعد فيه الاولاد لمفاجأة أمهاتهم في عيدهن، فبدت الهدايا والورود والزينة أصدق تعبير للاعراب عن الحب والشكر الكبيرين.
وفي حين عمت الاحتفالات معظم المنازل، ملأت منزل رقية منذر في منطقة برج البراجنة دماء الحقد والقتل، ففي تلك الليلة، لم يكتف الزوج بضرب زوجته بشكل مبرح، بل أطلق النار عليها ليرديها على الفور، بعدما استاء من اصرارها على طلب الطلاق، وفق رواية اقارب رقية التي تناقلها الناشطون المتابعون لقضية العنف الاسري على “فايسبوك”.
وبدت تلك الرصاصة هدية لابنة الـ24 عاماً التي تنتظر مولودها في مجتمع يصرّ على الاستخفاف والتعامل النزق مع آفة بحجم العنف الاسري. وأوضحت جمعية “كفى” أن زوج رقية موقوف قيد التحقيق، والطبيب الشرعي قام بالكشف على جثة رقية قبل غسلها فأصدر تقريراً مختصراً لم يشر فيه إلى الكدمات التي كانت على جسدها والتي بدت واضحة على رقبتها وباقي أنحاء الجسد.
وأفادت “كفى” بأن عائلة رقية قدمت طلباً للنيابة العامة لإعادة اخراج جثمانها والكشف عليها مجدّداً. وتعقد الجمعية مؤتمرا صحافيا غدا للاعلان عن تفاصيل القضية.
(النهار)