الحرب الشاملة مستحيلة

لن تقع الحرب!

منذ أن وعيت على الدنيا وتعرفت على كثير مما منت به الطبيعة علي، عرفت بميزة الحساسية من الغبار والروائح وتقلب الحرارة والتي إذا ما تعرضت لأحدها أصابني زكام. ولما أفرطت في صغري في تناول المضادات الحيوية فإن معظم حالات البرد والزكام عندي غالباً ما تتطور وتحتاج الى مضادات حيوية كعلاج وحيد. لعل بعض ما تقدم فيه من الأمر الشخصي إلا أن طرحه هنا يأتي من قبيل أن معرفتي بما عندي لأكثر من ثلاثة عقود من العمر يجعلني أكثر معرفة بأمري من كثير ممن يرون في أنفسهم حكماء. هي التجربة التي تخلق المعرفة!

إنطلاقاً من التجربة نرى أن لن يكون هناك حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط الآن. أما المعطيات فهي على الشكل التالي.

المنطقة كلها تغلي كبركان من بارود، الذي يبدأ بإشعال الفتيل سوف يعرف كيف تبدأ الأمور ولن يعرف كيف ومتى ينهيها. لا بل لن يعرف ما ستكلفه من جهد ومال وخسائر. إن معرفتنا بالفكر الغربي تؤكد أن الواحد من هؤلاء لن يشتري سندويش الجبنة إلا من المكان الأرخص ومع معرفته المسبقة بحاجته لها كاملة فكيف بك بالدخول في حرب يمكن أن تكلف مليارات الدولارات ومن دون معرفة السقف الذي يمكن أن تتوقف عنده.

أمن الكيان والذي يعتبر أولوية للغرب. والمعروف أن سوريا وحلفاءها قائمان على الحدود المباشرة لهذا الكيان وبالتالي وكما بات معروفاً فإن أول رصاصة على سورية سيقابله ما يمكن أن يكون جهنم تلهب ربيبة الغرب وبكلفة تكاد تكون منعدمة وبقرار يمكن أن يصدر من أفراد يظهرون بمظهر رعاة الماعز على طول الحدود.

النفط ومكامنه في العراق وإيران ومضيق هرمز والخليج. من يضمن تدفق النفط اليومي من هذه الأماكن في حال اندلعت الحرب. والمعروف أن هذا الغرب يتنفس ويشرب ويعيش على هذا النفط. ولو حصل أن توقف النفط يوماً واحداً فإن الكثير من اقتصادات هذا الغرب المهترئة ستسقط.

توازن الرعب والمشهود له بداية من ثبات وصمود روسيا مروراً بتنوع البعد الإيراني وصولاً إلى القوة السورية والتي ازدادت تجربتها ومناعتها على مدى أكثر من عامين وانتهاءً بجبل عامل وما فيه وما تجاربه ودروسه ببعيدة.

لكل هذا لن تكون هناك حرب وما ما نشهده إلا تهويل وتهبيط حيطان والأهداف متعددة. منها ما هو رفع معنويات الجماعات الإرهابية التي تنهار تباعاً. منها محاولة إيجاد توازن يمكن معه الإقدام على طاولة حوار يخرج منها الجميع بشيء من المكاسب. ومنها ما هو نفاق سياسي وتجاذب بين مختلف الدول.

إننا وإن كنا نفهم تهاويل سياسيي وديبلوماسي الغرب. كما بتنا نخبر فرقعات بعض الأعراب فإننا لا نفهم ‘بعبعات’ بعض سياسي لبنان من يعتبرون من الفريق الوطني. تهويل هؤلاء يزيد هم الناس وأعباءها. لذلك حبذا للكثير من هؤلاء أن يخرسوا لأن الكثير من التبجح بالسياسة يخلق الكثير من السواد في صورة لا توحي بالكثير من الإرتياح أصلاً.

ولن تكون حرب!

نضال

20130829-211429.jpg

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …