على مدى التاريخ كان الإنسان العاملي حراً عزيزاً. هذا الإنسان الذي لربما فر من الظلم والجور وارتضى العيش في هذه الهضاب الجرداء القاحلة. والذي حولها بساتين زيتون وتين كونها زراعات بعلية. والذي طحن الصخر ليبني منازل أصبحت في ما بعد مدناً وقرى. هي هذه الأرض التي انبتت رجالاً وعلماء ازدانت بهم دول العالم اجمع هاماتٍ يفتخر بها الإنسان في أي مكان وُجد.
هي أرض عاملة التي قارعت التركي فالفرنسي ولاحقاً الصهيوني وانتصرت عليهم اجمعين. الا ان هذه الأرض تعاني من مظلمة التأطير.
لقد تم اختصار العامليين بإطارين بقيادتين واللتين وان كان مشهوداً لهما بالوعي والحكمة في كثير من الأمور الا ان هذا التأطير جعل قرار أبناء جبل عمل في مكانين لا ثالث لهما. وبالتالي فإن كل أمور الناس بات يُقر بها هناك مما سلب الناس اي حق في الإبداع السياسي والإجتماعي وفي محاسبة وايصال ومنع من يَرَوْن فيه القدرة على نظم أمره.
نعم لقد أجاد القائمون لا بل وتميزوا في أمر الدفاع ورد العدوان. الا ان امر نظم شؤون الناس لازال يعيش التخلف والرجعية والمحسوبية في مستوىً لا يرقى كثيراً عما هي عليه أحوال بعض المجاهل والمجتمعات المتخلفة
لا الناس اوصلت الأكفأ الى مراكز القرار ولا القائمون مستمعون وعاملون على معالجة امور الناس. هَم أي وجه لوجوه هذه السلطة هو التملق وإرضاء من هو فوقه وليس أبداً ارضاء عامة الناس والسهر على مصالحهم.
ابن جبل عامل هو اليوم اما تحت مظلة الزعيم او ناقم مهمش في أطراف الوطن وإما فار في أرجاء الدنيا يقارع الغمام والنجوم في سبيل تأمين اللقمة والحياة الطبيعية له ولأبنائه
ليس بمقدور العاملي اليوم أن ينطق بالرأي الحر وذلك لأن حيتان السلطة والمتلطين بظلهم قادرون على تحويل اي حر الى عميل او مجنون او مأجور في أعين عامة الناس
حتى علماء جبل عامل الذين شكلوا دائماً رأس حربة الثورة والتغيير فلقد تم تأطيرهم فهم اما من لون السلطة وإما مأجورون عملاء لا ثالث لهما
نعم لقد أعاد الكفاح المسلح الناس الى الأرض ورد الشر الأمني عنهم الا أن أزيز الحديد هذا وفي بعض جوانبه يرتد سلباً على قيام البنية السليمة للإنسان والمجتمع الذين يتطوران لمجاراة الأمم والشعوب
هي فكرة في تصرف ذوي الوعي والذي لا بد من ان يسمو ولو طال الزمن أو قصر!
BintJubayl.com