مر عصر ذهبي على الصحافة اللبنانية توجته صحيفتان عريقتان هما السفير والنهار. تتابع السفير مشوارهاالوطني في ظل إدارة الأستاذ طلال سلمان.
أما النهار فحالها لا يسر صديقا أو عدوا. عصر النهار الذهبي عشناه يوم كان الكبير غسان تويني يتربع على عرشها. يومها كانت النهار تجسيداً للإنسان والديبلوماسي والأديب غسان التويني. يومها كنا نوافق ونعارض رأي ومواقف الرجل إلا أن الأمور كانت دائماً تبقى في إطار إختلاف الرأي ولم تبلغ حد الإبتذال. وكلنا يذكر موقف الرجل يوم قابل السيد حسن بعد شهادة نجليهما!
شاخ غسان وكان لجبران أن ينزل للساحة. كان الشاب الجريء الطموح والمبشر بمستقبل زاهر. كنا معه في تعارض مواقف لكن العلاقة كانت مبنية على ندية وترفع ومعالجة للب القضايا في ظل إحترام متبادل. رأينا في تلك المرحلة عصرا فضيا لصحيفة النهار والتي كان لها أن تبلغ العصر الذهبي من جديد لو قدر للرجل أن يبقى!
رحل جبران لتحل نايلة الفتاة محله ومعها دخلت النهار عصر الزفت. غاب العقل ليستلم إدارة الأخبار في الصحيفة فريق هزلي أرعن حول الصحيفة إلى بوق شتيمة في يد صغار الساسة في لبنان.
آخر مهاترات الصحيفة كانت مقالاً كتب أحد لا مهنيي الصحيفة المعروفين والذي لم يتجرأ فيه على تذييل المقال بإسمه. هو مقال من نصف صفحة حاول فيه الكاتب التطاول على براءة وطهر مهدينا ياغي!
بعد التهكم على مقاطع الفيديو التي تداولتها مواقع التواصل عن الشهيد، نال الكاتب من نقاوة وطهارة وصدق الشهيد في ما قاله. بعدها تحول الكاتب الى محلل نفسي فقوم بلا مهنية فاضحة تأثير ما بثته المواقع على المتلقين.
أما التزوير والغش في ما كتب فكان في مساواة مهدي بشبان افتراضين قاتلهم مهدي وادعى زوراً أنهم على نفس قدر برائته.
تحول الإعلامي المرموق القابع في مكتب الزيتونة فوق بارات العهر والدعارة إلى محام عن عصابات القتل وسفك الدماء في سوريا. كرر أسطوانة النظام والسلطة والشعب المقهور والذي يقتل كل يوم وتدمر بيوته بإسم الثورة المزعومة وإرضاءً لشهوة السلطة التركية السعودية.
لم ينس الصحافي المعروف بشكله ولكنته اللتان تشبهان سحنته أن يتهكم على ‘شحارنا وتعتيرنا’. هذا الشحار وهذا التعتير الذي فرضه علينا ساسة طائفة الكاتب الذين كانوا يعتبرون التعتير في طائفتنا قدراً في العرق والدم.
وكالحرباء ذرف الكاتب دموع التماسيح على شرخ يمكن لكلام مهدي أن يحدثه في مجتمع الفسق والفجور اللبناني.
إنتهى كلام كاتب زمن الردة والذي أثر فينا لا لشيء إلا لأنه تعرض لشرفنا المتجسد في مهدي. مهدي الشاب ومهدي المقاوم ومهدي الأبي ومهدي الصادق والمثل المثال لجنود مهدينا العائد حتماً ليقض مضاجع النفاق والسوء.
وليعلم صحافي السوء أن مهدي مثل أعلى وقدوة لأجيال منها الكبير والصغير ومنها المتعلم والأمي ومنها الفلاح والدكتور والمهندس. أجيال ربها في قلبها ومهديها في عقلها والنور قبلتها وهي منتصرة في النهاية بنصر الله.