واقع المياه المرير في بنت جبيل

لقد من الله على بنت جبيل بنعمة الموقع الجبلي الجميل بين سلسلة من الهضاب إلا أن أرض بنت جبيل كما محيطها تفتقر للمياه الجارية.

منذ الأزل إعتمد أهل بنت جبيل على أمطار الشتاء للتزود بالماء أثناء الصيف لدرجة أن الأصيلين من أهل بنت جبيل ينشئون بئر الماء قبل المنزل وبأحجام كبيرة.

في أيامنا هذه وبعد التحرير لم تنخفض قيمة آبار تجميع مياه الشتاء بالنسبة لمعظم أهالي بنت جبيل وذلك نظرا للواقع المرير لمياه الشفة في بنت جبيل. وهناك عدة شرائح من سكان البلدة.

الشريحة الأولى هي في من منازلهم في الضيعة القديمة. هؤلاء بينهم الكثير من المحاسيب. هذه الشريحة تصلها مياه الدولة بإنتظام. حتى أن معظمهم يديرون هذه المياه إلى الآبار. بإختصار هذه الطبقة تعيش في بحبوحة من المياه.

الشريحة الثانية هي من غير المحاسيب والمقيمين خارج الضيعة القديمة والذين في معظمهم في مناطق مرتفعة نسبيا كالعويني إلى تل بيضون. هذه الشريحة لم يصلها من المياه إلا عنوان رفع العتب. تقول لنا الحجة أم حسين أن الحي رأى مياه الدولة ٤ مرات لا غير بين ١ تموز و٢٠ أيلول ٢٠١٤. ولمدة لا تزيد على الساعة الواحدة في كل مرة. الحاجة أم حسين وعائلتها يعتمدون على ماء التْرَك بمعدل نقلة كل خمسة أيام وبكلفة ٣٠ ألف ليرة لكل نقلة.هذا بالنسبة لماء الخدمة. أما ماء الشرب فتعتمد العائلة على الماء المجمع من الشتاء.

ويذكر هنا ما يشبه الإنتفاضة التي قام بها العقلاء من أهل بنت جبيل. يوم نزل المثقفون والأساتذة ومدراء المدارس واعتصموا احتجاجا على انقطاع المياه وكيف أن المعنيين قابلوهم باللامبالاة حيناً وبالكيد أحيانا.

أما الشريحة الثالثة فهي من المتنفذين الذين تصل المياه إلى منازلهم أينما كانوا بسحر ساحر. يروي أهل بنت جبيل عن هؤلاء الكثير من الحكايا. وعلى سبيل المثال نذكر كيف أن أحدهم يملأ حوض السباحة في حديقة قصره من مياه الشفة وبواسطة سيارة الإطفاء.

كانت هذه إضاءة على بؤرة من بؤر الفساد الذي تعاني منه بنت جبيل وأهلها.

ونردد مع أهل بلدتنا الطيبين هذا الدعاء

اللهم غير سوء حالنا بحسن حالك يا كريم!

ودمتم أنتم وبنت جبيل بخير
نضال

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …