أيها الأحبة،لقد ظننا خطأً أن علياً والذي يؤمن الشيعة بعصمته وأبا بكر الذي يضعه السنة في أعلى مراتب الصدق والإخلاص، ظننا كمسلمين عامة أنهم على شاكلتنا!
ظننا أنهم اذا ما تنازعوا الخلافة كانوا مثلنا اذا ما تنازعنا على جدار أو أرض أو موقف سيارة. لا بل انطلقنا ووظفنا أنفسنا محامين مدافعين ومحتكمين للعصبية والبغضاء متنافرين منذ ١٤٠٠ سنة حتى اليوم حتى قسمنا الدين أدياناً.
ألم يجتمع أبو بكر وعلي على مجلس واحد وصلاة واحدة وحكم واحد مع الرسول؟ ألم يعش أبو بكر وعلي مرحلة ما بعد ارتحال الرسول؟ هل أورد التاريخ سواء السني او الشيعي ان الرجلين كانا على عداوة ولا يتزاوران لا بل هل تحاربا؟ ألم يكن هم الرجلين حفظ الإسلام والدين وكل من تجربته ومستوى علمه ومعرفته؟ ألم يكن الإسلام في خطر بعد وفاة النبي فتحملا مسؤولية الحفاظ عليه كل بقدر وعيه وإيمانه؟
من السذاجة نفي الإختلاف السياسي بين نظريتين كان يجب ان تعتمد احداهما لتركيز قيادة المسلمين بعد الرسول. نظريتان لنا ان نقبل احداهما في مقابل الأخرى. لكن ذلك اصغر بكثير من مقام الخالق والرسول والدين الذين أوجدهم الله العظيم وضمن حفظهم.
لي الحق بالإئتمام بعلي عليه السلام والقول بعصمته وأحقيته بالخلافة. ولك الحق بالإئتمام بأبي بكر وبحكم الشورى. إلا أنه ليس من حق أحد الإنحدار إلى الشتم واللعن والتكفير لأي إنسان بالمطلق فكيف بك بمن كان مسلماً موحداً عاملاً للدين ولسنا معصومين ولو شاء المولى لجعلنا كلنا معصومين وقضي الأمر.
إنما كلنا بشر ونحاسب على القطعة بين إيجابيات وسلبيات نقدم عليها في حياتنا.
من هنا ننظر الى هذه المجموعات التي انغلقت على نفسها
وادعت لنفسها الكمال ولغيرها الضلال نظرة اشمئزاز لأنها خرجت عن كل مبادئ الرحمة والوعي في الدين.
ان التعصب للسنية والشيعية بالمعنى العام أو للوهابية والشيرازية بالمعنى الأضيق وعلى سبيل المثال لا الحصر ليس مما يقرب لله ولا يمثل برأينا المعنى الأمثل للدين.
إسلام الشهادتين والقرآن هو حصن الله ويجب أن يكون الملاذ والأمان والعنوان الأكبر سواء دخلته من باب الصحابة أكرمهم الله أو من باب أهل البيت عليهم السلام.
ودمتم على وعي