على صدر صفحتها الأولى، طرحت صحيفة الأخبار اللبنانية سؤالًا عن الوضع الراهن في قطاع غزة، صباح الجمعة، كاتبة: «متى يستيقظ جنرال القاهرة؟»، في إشارة منها إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتساءلت «الأخبار»: «متى يستيقظ عبدالفتاح السيسي وأجهزته الأمنية؟ ومتى يتصرفون على أن ما تقوم به إسرائيل في غزة هو الجريمة بتوصيفها الكامل، وأن كل تعنت سياسي هو إطالة لعمر الجريمة؟».
واعتبرت الصحيفة اللبنانية أن «كل الاتصالات وكل المبادرات وكل المحاولات السياسية قالت حقيقة واحدة: (إسرائيل مستمرة في القتل ونظام الجنرال مستمر في التعنت)».
كما رأت أن «حقيقة الوضع في غزة تجاوزت المواجهات مع عدو مجنون، إذ لم يعد لدى العدو ما يقوم به سوى قتل العشرات كل يوم، وهو واثق من أمرين: لا منظومة دولية تردعه، ولا منظومة عربية تحد من قوته؟».
وذكرت أن «المؤشرات المقلقة في الموقف المصري تظل رهن اتصالات حثيثة تجريها أطراف نافذة بعيدًا عن الأضواء، من أجل إقناع القاهرة بقبول مبدأ الهدنة الإنسانية الطويلة كبديل عن وقف إطلاق النار الشامل، وأن تباشر مفاوضات تهدف أساسًا إلى وقف الجرائم ومن ثم فك الحصار عن القطاع».
ومضت كاتبة: «لكن حتى اللحظة، هناك مشكلة حقيقية في عقل الجنرال وفريقه العسكري والأمني المسيطر على مفاصل القرار السياسي الرسمي في القاهرة»، معتبرة أن «مشكلة الجنرال أنه لم يكتف بجعل مصر ثكنة عسكرية تنفذ الأوامر، بل يريد لأهل فلسطين أن يأتوه ورؤوسهم مكسورة، إما بقذيفة إسرائيلية أو بسيف عربي»، حسب تعبيرها.
ووصفت الهدنة الإنسانية، التي تصل مدتها لنحو 72 ساعة، بـ«الخطوة الأولى نحو كسر جدار التعنت المصري بإعلان الأمم المتحدة موافقة الفلسطينيين والإسرائيليين على هدنة إنسانية غير مشروطة لـ72 ساعة تبدأ الثامنة صباحًا»، حسب رأيها.
وأضافت: «هذه الهدنة تأتي بديلًا عن وقف إطلاق النار، البند الذي تشددت به القاهرة وأعاق أي حل سياسي في الأيام الصعبة الماضية، ما يعتبر مدخلًا يسمح للمصريين بالتراجع عن موقفهم الحاد، ويصار بعدها مباشرة إلى عقد مفاوضات مثلثة تتوسط خلالها مصر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي»، حسب تعبيرها.