كتب عرفات حجازي:
اخطــأت يا سيــــد !!
لم يكن مفاجئاً لأحد ان يلقى خطاب السيد حسن نصر الله الأخير زوبعة تصعيد واسعة وعنيفة من قبل الذين إعتادوا ان يعدّوا سلفاً لوازم الهجاء والنعوت بكلام يصل الى حد الإسفاف المتوتر، متهمين صاحب الوعد بأنه هو الذي يهدد ويتوعد متناسين تكفيرهم لحزب الله في طرابلس وإستباحة دماء مجاهديه والذين صنعوا بتضحياتهم مجد الأمة معلنين حربهم عليه وعلى جمهوره متهمين إياهم بالقتلة وغلاة تفجيرين.
فهل أخطأ السيد عندما قال ان عدونا اسرائيل وان حسابنا معها مفتوح ولسنا في وارد قتالكم ؟؟.
وهل كفر عندما حذّر الجميع من الإرهاب الذي لن يوفّر طائفة أو مذهباً أو حزباً أو جماعة ؟. وان قتاله في سوريا هو قتال وجود ضد هذا التكفير الذي يهدد ما سواه ؟.
وهل كان تكفيرياً عندما حذر من إستهداف الجيش لأنه إذا سقط سقطت خيمة الوطن كله فهو خط الدفاع الأخير عنه؟.
وهل في ظنكم كان مخطئاً بقوله للرئيس سليمان : الشجاع والجرىء هو من يشكل حكومة وحدة وطنية دون الإصغاء لأحد أي أحد سواء كانت سوريا أو ايران أو السعودية أو كل من يمتلك كلمة سر تأتي من الخارج؟؟.
وهل تجاوز الحدود بتأكيده على الإنتخابات الرئاسية في موعدها وانه ضد الفراغ ، وان حكومة الأمر الواقع ستأخذ البلاد نحو الإنفجار الواسع.
وهل جافى الحقيقة بحديثه عن أن أحداً في الأقليم يسعى الى تفجير لبنان تنفيساً عن حقده وفشله وإنسداد مشاريعه في سوريا، والكل يعرف من الذي يدعم الإرهاب في سوريا ويغذيه وانه سيستمر في هذا التوجه ولو تخلف الجميع عنه؟.
وهل كان تهديداً برأيكم عندما دعاكم مرة جديدة للتفاهم والتوافق ” وترك مطرح للصلح” وحفظ خط͈ للرجعة ؟.
نعم وبكل بساطة ووضوح وضع لكم السيد خطوطاً حمراء فلا تقربوها .. إحتفظ بالكثير الكثير مما لديه من معلومات خطيرة عن جهات مصرّة على إرسال شبكات التكفير والإرهاب لا لمجرد تفجير سيارة بل لإشعال البلد كله.
أن سياسة الإحراج للمقاومة التي حرّض ويحرّض عليها الكبار والصغار هي التي إستدعت من سيدها ان يمنع هذه اللعبة الخطرة بتحذيره ” لا أحد يلعب معنا” وهذا التحذير لم يأت من فراغ بل يملك الرجل من المعطيات ما يكفي لينبه من خطورة اللعب وسط العواصف والنصح بالتراجع عن الخيارات الإنتحارية.
هل أخطأ السيد ؟؟ نعم أخطأ كان عليه ان لا يسمى اسرائيل عدواً وان لا يدعو الى الوقوف مع الجيش وإبعاده عن عفن الداخل وسجالاته .. وان يدعو الى المواجهة بدل الإتفاق والتفاهم وان يتعامى عما يدبره البعض من فتن لرمي البلد في المجهول. وان لا يعترض على حكومة تقصيه ثم تلغيه من الحياة السياسية.