هذه حقيقة البطل الصغير

منذ أيام، انتشر فيديو على “يوتيوب” كعشرات الفيديوات التي نطالعها يوميا” عن الحرب السورية، والتي لا يمكن التأكد من صحتها، اذ ان ازمة الحصول على الخبر الموثوق لازمت بدء الازمة السورية واستمرت حتى اليوم.

عرضت وسائل الاعلام الفيديو الذي يصور فتى سوريا” يجتاز حاجز قناص فيصاب ويبقى مصرا على انقاذ ولد آخر. بدا المشهد بطوليا، لا بل خارقا ايضا، فاذ بنا في حضرة فتى يصاب بالرصاص وينهض ليتابع مهمة الانقاذ. هذه الهوليودية لم تمنع من عرض الفيديو مع الاقرار بصعوبة التأكد من صحته، كما ان فيديوا مماثلا كان يكفي ان يحظى بخمسة ملايين مشاهدة على “يوتيوب ” ويستدعي الاف التعليقات ليصبح مثيرا للاهتمام. واليوم يعود هذا الفيديو الى الواجهة مجددا، مع الكشف عن انه تمثيلي للمخرج النرويجي لارس كليفبيرغ (٣٤ سنة) الذي اخبر ال”بي.بي.سي” انه كتب النص بعد متابعة اخبار النزاع السوري، وهدف من خلاله الى تسليط الضوء على واقع الاطفال في مناطق النزاع. وقد تم التصوير في مالطا في شهر ايار الفائت، بمشاركة فريق تقني كبير، وبتمويل من معهدين فنيين نرويجيين.

منذ اسابيع، قام صانعو الفيلم بتحميله على قناة في موقع “يوتيوب” ولم يصبح تداوله كالنار في الهشيم على الشبكة العنكبوتية الا حين تنبهت له “شبكة شام الاخبارية” وعرضته.
كل من شاهد فيديو البطل السوري الصغير، لم يساوره كثير الشك بانه تمثيلي، ليس لأن صانعيه ماهرون فنيا، بل لان ما شهدناه في الواقع السوري الدموي تفوق على ما يمكن ان تبتدعه مخيلة مخرج او كاتب سيناريو.
ويبقى كل خبر او فيديو منقول على انه من الداخل السوري ممهورا بعبارة: “لا يمكن التأكد من صحته”… حتى اشعار آخر!

المصدر: النهار

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …