في حرب تموز 2006 كان الحاج عماد مغنية قد أتم قبلها بأشهر التحضيرات من عتاد وتريب وسلاح وخنادق وتكتيكات واستراتيجيات عسكرية. وعندما جرت عملية أسر الجنديين الاسرائليين اطل السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله في مؤتمر صحافي ليعلن عن الحدث وقتها ويرسل رسالتين. قال إن عملية الأسر محصورة بالتفاوض غير المباشر مع تل أبيب مقابل تسليم الأسرى في سجونها.
فكانت الرسالة نعي لأي مفاوضات أو مطالب تؤمن إرسال الجنديين من دون مكاسب. نصرالله قال أيضا : نحن لا نريد الحرب لكن إذا أردتموها فنحن لها . في ذلك كانت الرسالة أن الحزب مرتاح وفي جهوزية لأي حرب.
اختارت إسرائيل الحرب وكان الدعم لها عالميًا وكان القرار آنذاك بعدم توقيفها لحين إبادة حزب الله . حتى أن وزير الخارجية الأسبق لقطر حمد بن جاسم وفي إطار محاولته “دوزنة الحرب” تلقى كلامًا قاسيًا من الأميركيين مفادها “لن تتوقف الحرب”.
صمد الحزب ولم تحقق الحرب أي شيء من الأهداف المرسومة وبدأت الصواريخ تهز إسرائيل . فعاد حمد بن جاسم الى الواجهة التفاوضية لكن هذه المرة بصورة معكوسة: إسرائيل تريد الخروج من تلك الحرب ….. وجرى ما جرى بعد ثلاثة وثلاثين يومًا …
في هذا الإطار كان حزب الله قد جرب منظومة الصواريخ الجديدة خاصة في مواجهة “الميركافا” المتطورة وكانت الأمور تسير إيجابا أكثر مما كان متوقعًا.. مصادر متابعة كشفت لـ Liban8 أن الحاج عماد مغنية طلب من السيد نصرالله إطالة الحرب وعدم القبول بإيقافها معتبرا أن الجيش الإسرائيلي سيفقد ثلث قدرته العسكرية المهاجمة نظرًا لتفوق الإستراتيجية والخطط العسكرية المرسومة. إلا أن نصرالله رفض الطرح؛ فالمواطنون لن يحتملوا التهجير لمدة طويلة والأوضاع المعيشية تزداد ازدراء وأن الرسالة الى إسرائيل وصلت وانقلبت المعادلات والحسابات …