البحث عن خالق والتعبد له حاجة غريزية إنسانية عمرها من عمر البشرية. وهكذا في كل حقبة تاريخية وكل بيئة مجتمعية كان هناك معبود قدسه بنو البشر.
قدس البشر الشمس والقمر وعبدوا الريح والنهر وقدموا القرابين لتماثيل الصخر والتمر وفي كل ذلك زاوجوا بين غريزة التعبد وحاجة المحسوسية والتجسيم عند المعبود.
واستمر الحال بالبشرية على هذا المنوال حتى بعث الله الأنبياء ليُبشروا برب لا يُرى ولا يُلمس. الا انه سبحانه ولتقريب الفكرة للبشر وضع بين يديهم معجزات ملموسة لتدل على عظمته. وما سحر موسى وطب عيسى وكتاب محمد الا براهين محسوسة لتساعد العقل البشري على الإستدلال على رب كريم.
ان البشرية التي لو قدر لها ان تتعلم وتبلغ الوعي لعادت الى تراكمات النبوات ورسالاتها ولأكتفت وآمنت برب واحد أطاعته وما احتاجت الى براهين جديدة لتصل الى وجهه الكريم.
وهكذا فإن جهل وتخلف المجتمعات التي تسمي نفسها مؤمنة والتي تدأب في اختلاق المحسوسات حتى تستطيع الإستمرار في ايمانها وتعبدها.
وفيما يصطنع البعض الكرامات والغيبيات غلواً او خبثاً ترى السواد الأعظم من الناس ينقاد وراء هذه الترهات دون تفكير.
ومن هنا نستطيع ان نفسر افعالاً كثيرة كذلك المعتمر الذي خدع الناس بمقولة رد البصر.
او بأولئك الذين يعودون بالخواتم او قطع القماش من مراقد الأولياء ويدعون انها مباركة وتشفي وترزق زورا وكذبا.
ان الله خلق لكل شيء سببا. وزمن المعجزات قد انقضى فهل يستفيق الناس ولا يكونون العوبة سهلة في يد تجار الدين والخرافات؟
نضال بيضون