نحن نؤسس لتمرد يؤدي الى نتيجة في وجه نظام هو خارج العصر

أسامة سعد في لقاء موسع تحضيراً لتظاهرة الأحد القادم في صيدا:

نعلن حالة تمرد على الواقع والنظام

عقد في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا لقاء موسع تحضيراً لتظاهرة يوم الأحد في 13 كانون الثاني 2019 في صيدا.

حضر اللقاء الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، وممثلو هيئات نقابية وثقافية ونسائية وشبابية وشعبية، وحشد من الفاعليات السياسية والاجتماعية والثقافية والشباب من صيدا والجنوب وإقليم الخروب.

وقد تخلل اللقاء عرض فيلم عن التحركات الشعبية تضمن مقابلات مع شباب يدعون للمشاركة في تظاهرة يوم الأحد في صيدا والتظاهرات التي ستنطلق في المحافظات اللبنانية كافة. كما شهد اللقاء مداخلات لعدد كبير من الحاضرين، وكلمة للدكتور أسامة سعد، جاء فيها:

الشكر لكل من حضر هذا الاجتماع من أقصى الجنوب إلى صيدا إلى شرقي صيدا وإقليم الخروب … شكرا لكم جميعا. هذا الاجتماع هدفه التحضير لمظاهرة يوم الأحد 13 كانون الثاني التي ستنطلق عند الساعة 12 ظهراً من قرب فرع مصرف لبنان في صيدا وصولاً إلى ميدان جمال عبد الناصر( ساحة النجمة).

هذه التظاهرة هي جزء من حراك سيتواصل من أجل الوصول إلى معادلة سياسية شعبية وطنية تفرض التغيير. المشهد الحالي أمامنا مشهد طائفي مذهبي، مشهد يرعى الفساد ويغتصب حقوق الناس في كل المجالات؛ في الصحة والتعليم وفرص العمل والضمانات الاجتماعية والخدمات المتعددة والمختلفة.

لا أريد الشرح كثيراً عن معاناة الشعب اللبناني بمعظم فئاته وشرائحه من هذا الواقع المزري الذي أنتجته هذه السلطة الطائفية المذهبية الفئوية التي تفرض على اللبنانيين هذا الواقع السياسي. وكل ما تقوم به هذه السلطة هو مجموعة من التوافقات والتفاهمات والخصومات والصراعات التي لها الطابع الطائفي والمذهبي والفئوي، ومن يتحمل أعباء ووزر هذه السياسات هم أبناء الشعب اللبناني.

البعض يقول إن حراككم لن يحدث أي تغيير. لقد جرب كثيرون غيركم داخل لبنان وعلى صعيد العالم العربي، ولم يحصل أي تغيير. وفي حقيقة الأمر صحيح أن هناك قوى مضادة وانتهازية يركبون الموجة، ويصادرون الحركة الشعبية التي لها مشروعيتها. وصحيح أن هناك ناس تستغل هذا الحراك لتوجهه بالاتجاه الذي تريده، ولكن الأمر مرتبط بمقدار الوعي الذي تتمتع به الحركة الشعبية وقدرتها على الاستمرار وتظهير أهدافها بشكل واضح، عندها سنصل إلى نتائج.

نحن أمام تحدٍ مرتبط بقدرتنا كحالة شعبية وطنية على تحقيق معادلة تفرض مسار تغيير بالبلد. هذا هدف أساسي من أهداف الحراك الذي نستند فيه إلى تجارب وطنية وسياسية وشعبية سابقة، ولكي نطور هذه التجربة للوصول إلى نتائج حاسمة وإلى تغيير حقيقي في بنية هذا النظام اللبناني، لمصلحة الشعب اللبناني ولمصلحة حقوقه الأساسية التي هي حقوق مهدورة الآن. وستبقى مهدورة وستدفع الأجيال الجديدة الثمن الباهظ. هذا الشعب الذي استطاع بمقاومته وصمود شعبه تحرير أرضه بفضل التضحيات الجسام، هذا الشعب لا يستحق أن يعيش في ظل هكذا نظام. هذا الشعب يجب أن يكون نظامه من أرقى الأنظمة في العالم. هذا الشعب يعيش في ظل نظام خارج العصر، وأنتج لنا دولة خارج العصر.

البلد بحاجة إلى التغيير، والشباب بحاجة لرسم مستقبلهم وفق تطلعاتهم وإرادتهم وأحلامهم. نحن نتمرد على هذا النظام بكل صراحة، ونؤسس لتمرد يوصل إلى نتائج لا إلى الفوضى والعشوائية. هذا النظام يجب أن لا يستمر في هذا العصر، نحن في لبنان بحاجة لأفكار جديدة، لا هذه الأفكار من الأزمان الغابرة التي يحكموننا بها .. هذه الطبقة السياسية علينا أن لا نرضى بها. لا جيلنا ولا الجيل الجديد يجب أن يرضى بها.

نحن نريد دولة عصرية تحفظ حقوق الناس، وتؤمن حقوقهم. وهذا مسار .. نريد أن نراكم التحرك وهذه التحركات ناتجة عن معاناة حقيقية .. الناس تثور من أجل حقوقها، وعلينا حماية هذا الحراك والمحافظة على مساره الصحيح وارتباطه الصحيح بمصالح الناس وحقوقهم .. علينا العمل لكي يكون الحراك قادراً على البناء، ولا يستغل من أجل تهديم الواقع .. نريد تهديم الواقع بطريقتنا، وبما يمكننا من البناء والتأسيس لمستقبل أفضل لهذا الشعب.

نحن أمام هذا التحدي .. وتحرك الأحد هو خطوة، ونريد لكرة الثلج أن تكبر .. حالة التمرد التي نعلنها على النظام والواقع هي مسار علينا المضي فيه .. لا أن نقبل بأي تركيبات تحصل.

وأضاف سعد:

إن التفاهمات التي ينتجونها هي تفاهمات على أساس طائفي ومذهبي، والمحاصصات ليست على أي أساس وطني .. كل الملفات التي تعالج بالبلد تعالج بعيداً عن أي مصلحة وطنية عليا للبنان، وهي تعالج على اساس تفاهمات بين أطراف السلطة، وهذا وضع لا ينبغي أن يستمر..

أتمنى أن نشدد على أن هذا الحراك هو حراك وطني لأنه عابر للطوائف والمذاهب والمناطق والأحزاب، هذا انتماء وهوية وطنية جامعة لكل اللبنانيين حول فكرة دولة حديثة عصرية عادلة نريدها جميعاً كجيل، ونريدها كأجيال شابة تريد أن ترى مستقبلاً لها في هذا البلد .. نحن نثور ونتمرد من أجل كرامتنا الإنسانية.

نحن قاومنا الاحتلال وجرح من جرح، واستشهد من استشهد، وأسر من أسر، وتشرد من تشرد، من أجل الكرامة الإنسانية ودفاعاً عن وطننا وكرامتنا.. نحن نريد أن نعيش في هذا البلد بكرامة، ومن يتحاصص ويتقاسم ويقوم بتفتيتنا إلى طوائف ومذاهب يسيئ لكرامتنا الإنسانية في هذا البلد تماماً كما يفعل المحتل.

الجميع معني بتطوير هذا الحراك وتحقيق النتائج.. ولا نريد لهذه الانطلاقة أن تحبط لأي سبب كان، علينا أن نراكم النضال، وأن نتمتع بنفس طويل. الناس لديهم استعداد وجهوزية، يتوجب علينا أن نبرز للناس الجدية لكي يروا طلائع لديهم إرادة وحماسة .. نحن مسارنا مسار تغييري .. وهناك أهداف قطاعية وحقوق أساسية علينا الانطلاق منها نحو التغيير في البلد.. وهذا هو خيارنا.

المكتب الإعلامي للأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد

11 كانون الثاني 2019

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …