نقلاً عن النهار
—
تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود اللبنانية–الفلسطينية، واكتسبت رمزية خاصة خلال حرب تموز بعدما صمدت 33 يوماً تحت قصف طيران العدو. وحالياً تُثبت صمودها ودورها البارز في دعم اقتصادها المحلي من خلال النشاطات التنموية للمدينة. هي بنت جبيل، المدينة التي عانت الكثير وعادت من تحت الركام كي تقول “لن نموت، بل سنعيش سعداء”.
تحد بنت جبيل من الشرق عيترون، من الشمال كونين، من الجنوب يارون. ومن الجهة الشمالية الشرقية تحدها عيناتا، ومن الجهة الشمالية الغربية الطيري، في حين تحدها من الجهة الجنوبية الغربية عين ابل ومن الجهة الجنوبية الشرقية مارون الرأس. تبلغ مساحتها نحو 9 كيلومترات، والعدد الأكبر من أهاليها مغتربون بسبب الاحتلال، ومعظمهم في الولايات المتحدة وأفريقيا.
اسمها يعني “بيت الشمس أو بيت صناعة الخزف”، وتقول الأسطورة إنّ إحدى الأميرات نزحت إليها وسُميّت تيمناً بها. تَشتهر بزراعة القمح والزيتون والتبغ، إضافة إلى تربية النحل والماشية والأبقار. صناعياً، تحوي معامل ألمنيوم وباطون، إضافة إلى انتشار صناعة الحلويات وحرفة الخياطة فيها. وتجارياً تحوي عدداً كبيراً من المحال التجارية التي تبيع مختلف أنواع السلع. كما تتوفر فيها معالم سياحية عدة، فقد كانت بعض أراضيها عبارة عن قلعة لا تزال آثارها ظاهرة، إضافة إلى أعمدة كُتب عليها بالرومانية.
حالياً، تُنظم بنت حبيل مهرجاناً يمتد 33 يوماً، بدأ في 13 تموز وينتهي في 17 آب، ويضم نشاطات ثقافية ورياضية واجتماعية، واللافت أنّ المدينة تحاول بشتى الطرق جذب السياح وتنشيط الحركة الاقتصادية فيها عبر تقديم جوائز كبيرة بالتعاون مع تجار بنت جبيل.
وفي التفاصيل، أوضح رئيس البلدية عفيف بزي لـ”النهار” أنّ اختيار 33 يوماً كان باعتبار أنّها المدة نفسها للعدوان الاسرائيلي وقصف المدينة خلال حرب تموز عام 2006، وضمن هذه المدة أيضاً هناك 6 أيام سبت، تُقدّم خلالها أكثر من 1000 جائزة. وفي يومي السبت الثالث والأخير يجري السحب على سيارتيْن حديثتين عام 2019.
طريقة الاشتراك بالسحب على السيارات والجوائز الأخرى سهلة وبسيطة، كل ما عليك القيام به هو شراء بعض السلع من متاجر بنت جبيل، وتُعطى قسيمة اشتراك بالسحب الذي يُجرى كل يوم سبت والاستمتاع بالنشاطات الفنية المتنوعة.
الأمل والتفاؤل كبيران، خصوصاً أنّ بزي اعتبر أنّ موسم الاصطياف سيكون جيّداً، إذ يكثر السياح والمغتربون على حد سواء، وشجّعهم على زيارة بنت جبيل النشاطاتُ المتنوعة التي تتواجد فيها، إضافة إلى تاريخها الثقافي الكبير، ومعالمها السياحية، وقربها من بلدة مارون الراس الحدودية، حيث يمكن للجميع رؤية فلسطين المحتلة.
تحاول القرى والمدن اللبنانية، والجنوبية تحديداً، إعادة إحياء الطابع الثقافي والاجتماعي فيها بهدف تنموي قد يساهم في تحسين أوضاع سكانها أولاً وأخيراً، وسط الحملة السياحية الكبرى التي يقودها لبنان بهدف إنعاش الاقتصاد الوطني في ظل حالة التقشّف التي تعيشها البلاد.