موقف الزعامة

عماد مرمل
تاريخ المقال: 20-01-2014 02:24 AM
دخلت عملية تأليف الحكومة الجامعة المرحلة الحاسمة، مع انتقال المفاوضات الى الصفوف الداخلية لكل من فريقي “8 و14آذار”، سعيا الى استقطاب العماد ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى التسوية الحكومية التي باتت شبه ناضجة بين الرئيس سعد الحريري من جهة و”حزب الله” وحركة “أمل” من جهة أخرى.
ويقول الرئيس نبيه بري لـ”السفير” انه يتوقع تشكيل الحكومة الاسبوع الحالي، إذا لم تطرأ مفاجآت، مشيرا الى ان الاتصالات ستتواصل خلال الساعات والايام القليلة المقبلة لإنضاج مشروع الحكومة الجامعة وإخراجه الى النور.
ويكشف بري عن ان كل فريق يتولى حاليا تنظيم الامور في صفه ومع حلفائه لتسهيل الولادة الحكومية، متوقعا ان يتطلب هذا الجهد بضعة أيام.
ويشير الى انه جرى التوافق على البنية الاساسية للحكومة، وقوامها اعتماد 8-8-8 مدورة الزوايا، والمداورة الشاملة والعادلة في الحقائب الوزارية، وتأجيل البحث في مضمون البيان الوزاري الى ما بعد التأليف.
ويرى رئيس المجلس النيابي انه لا يوجد مبرر لطلب “14 آذار” ضمانات او تطمينات من “8 آذار” في ما خص الحكومة وبيانها الوزاري ما دام ان أهم ضمانة قائمة، وتتمثل في الرئيس المكلف الذي يفترض ان يشكل مصدر طمأنينة للقلقين، لانه يستطيع باستقالته ان يُسقط الحكومة وبالتالي ان يوقف أي شيء يعتقد انه غير ملائم.
ويؤكد بري انه من غير الوارد مناقشة البيان الوزاري قبل تشكيل الحكومة، وهذا ليس موقفي فقط، بل هو أيضا موقف رئيس الجمهورية والرئيس المكلف والنائب وليد جنبلاط.
ويوضح بري انه سيطالب بحقائب وزارية تعادل في الاهمية تلك التي يشغلها حاليا وزراء “أمل” وهي “الخارجية” و”الصحة”، الى جانب وزارة الرياضة التي كان بري قد تنازل عها لصالح الوزير فيصل كرامي.
ويلفت رئيس المجلس الانتباه الى ان “الخارجية” هي حقيبة سيادية هامة و”الصحة” هي وزارة حياتية وحيوية، و”الشباب والرياضة” تحاكي الشباب الذي يمثل شريحة اساسية في المجتمع اللبناني، وبالتالي ينبغي ان تنال حركة “أمل” حقائب من الوزن ذاته.
ويؤكد بري انه سيحترم مقتضيات المداورة شرط ان تكون شاملة وعادلة، وبالتالي فالمهم في من سيتولى هذه الحقيبة او تلك ان يكون كفوءا، بمعزل عن انتمائه السياسي.
ويعتبر انه حتى الطوائف الصغرى يجب ان تشملها لاحقا المداورة في الحقائب المسماة سيادية، بحيث لا تكون هذه الوزارات حكرا على الطوائف الكبرى، لافتا الانتباه الى ان السياسة الخارجية والدفاعية يقررها في نهاية المطاف مجلس الوزراء، والوزير المختص معني بالتعبير عن سياسة الحكومة، لا ان يفتح على حسابه.
ويجدد بري الإشادة بالكلام الذي صدر مؤخرا عن الرئيس سعد الحريري في لاهاي حول استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية مع “حزب الله” على قاعدة ان لبنان يحكم من الجميع ولا يجوز ان يبقى أحد خارجا، مشيرا الى ان هذا الكلام لا يصدر في توقيته وظروفه إلا عن زعامة، وليس عن رجل سياسي عادي.
ويضيف: صحيح انه من الضروري ان يكون الزعيم معبرا عن الناس، لكن التاريخ لا يسجل سوى المواقف التي يقود من خلالها الزعيم الناس ويرفعهم اليه، كما فعل الحريري عندما تفوق على ذاته وأخذ المبادرة في لاهاي من دون ان يتأثر ببعض الانفعالات في الشارع او بحسابات بعض الحلفاء.
ويرى بري انه لا توجد علاقة بين ملف تشكيل الحكومة ومشاركة لبنان في مؤتمر “جنيف 2″، مشيرا الى ان وزير الخارجية عدنان منصور سيتولى تمثيل لبنان في هذا المؤتمر، ومن حاول في السابق افتعال رابط بين المسألتين هو مخطئ.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …