محمد كسرواني
سلطت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الضوء على “مواصفات الرئيس” و”نعي تسوية الترقيات” كمخرجات للجلسة الثانية للحوار. وإذ رأت ان مواصفات الرؤساء التي رفعت الى رئيس مجلس النواب نبيه بري يصعب جمعها في شخص واحد، اعتبرت ان ما جرى في جلسة الحوار نعى نهائياً ملف تسوية الترقيات الامنية.
بانوراما الصحف اللبنانية
مواصفات الرئيس
بداية مع صحيفة “السفير” التي كتبت أن “مواصفات رئيس الجمهورية كانت الوجبة الرئيسية على مائدة الحوار، وتلقى رئيس المجلس صيغاً خطية أسقط فيها كل طرف مواصفاته على مرشحه، وبعضهم على شخصه، لعل الدولاب يدور و «تنقش» معه في لحظة حظ تسقط اسمه في صندوقة الاقتراع الرئاسية وتربعه على عرش بعبدا”.
واضافت أن “تلك الصيغ اودعت في يد رئيس المجلس، لاستخلاص المشتركات فيها، الا ان هذا الإيداع لا يعني إلقاء الكرة في ملعب رئيس المجلس كي يأتي بخلاصة ما توجب النزول بعدها الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية بناء عليها، خاصة ان مواصفات الفرقاء لا تعني ان كل المواصفات قد وضعت، فهناك مواصفات من الشرق، وكذلك من الغرب، ناهيك عن الأسماء، لا بد ان تناقش بكل دقة وتفصيل”.
وتابعت “على ان هذا «التطور الخطّي»، خرق المراوحة في الجلسة الحوارية التي لم تخرج مداخلات المتحاورين فيها عما تضمنته من اولى الجلسات وحتى يوم أمس، وبرز فيها المضمون الاشتباكي، على الجبهة العونية مع مسيحيي «14 آذار»، وغمزهم الدائم من باب التعطيل البرتقالي لعمل الحكومة، وكذلك المضمون الناري للرئيس فؤاد السنيورة في اتجاه «حزب الله»، والرد القاسي عليه من قبل النائب محمد رعد”.
اما صحيفة “النهار” فرأت أنه “حال الاستغراق الفائض في ملف المواصفات الرئاسية الذي تحول غطاء للسير على قارعة أزمة الفراغ الرئاسي دون استكمال ثلاثية جلسات الحوار في مجلس النواب، فتجنب رئيس المجلس مزيداً من “العصف الفكري” وألغى اليوم الثالث الذي كان مقرراً اليوم مرحّلاً الجلسة المقبلة الى ما بعد عودته من رحلته الى رومانيا وجنيف الاسبوع المقبل، وحدد موعداً جديداً للحوار في 26 تشرين الاول الجاري”.
وعلمت “النهار” أن جلسة الحوار النيابي الختامية أمس أقفلت على أوراق خطية قدمها أقطاب الحوار وضمنوها تصوراتهم لمواصفات الرئيس الجديد للجمهورية بناء على اقتراح من رئيس مجلس النواب نبيه بري.
واضافت “بعد ملاحظات من أصحاب الاوراق قرر الرئيس بري الاستغناء عن الجلسة التي كانت مقررة اليوم كي ينصرف الى جوجلة الافكار الواردة في الاوراق واستخلاص قواسم مشتركة منها وتحديد ما هو موضع تباين كي يعود المتحاورون في 26 من الجاري الى مناقشتها”.
انهاء ملف التسويات
وعن ملف التسويات قالت صحيفة “السفير” أن التطور الابرز، كان نعي «تسوية الترقيات»، وانكشاف ما يعترضها من عراقيل وعقبات، كان واضحا اصرار النائبين وليد جنبلاط وسليمان فرنجية عليها، باعتبارها الوصفة التي لا بد منها لإعادة الحياة الى الحكومة وكذلك الى المجلس النيابي، وكذلك تجنب «تكتل الاصلاح والتغيير» مقاربتها، وآثر ممثل الجنرال عون في الجلسة النائب ابراهيم كنعان مغادرة القاعة لحظة الشروع في مناقشتها على اعتبار «اننا لسنا معنيين بها ولم نطرحها».
من جهتها ذكرت صحيفة “النهار” أنه “في مؤشر واضح لانسداد الافق أمام تسوية الترقيات العسكرية، أكد مصدر قريب من الرابية لـ”النهار” ان تسوية الترقيات سقطت وان العماد عون لم يطلب تسوية أصلاً بل طالب بحل قانوني، مشدداً على مبدأ التعيين، “علماً انه يعرف جيداً منذ البداية انهم يماطلون كي نصل الى 15 تشرين الاول تاريخ تسريح العميد شامل روكز”. واضاف المصدر ان “التسوية التي سوقوها أصبحت خلفنا وبالتالي لا تفعيل لعمل الحكومة خارج الآلية المتفق عليها اي الاتفاق المرن وتحقيق الشركة ولا تشريع للضرورة”.
بدورها، كتبت صحيفة “الأخبار” أن “كل الجهود التي بُذلت في الأسابيع الماضية لتمرير تسوية الترقيات الأمنية، يبدو أنها ذهبت أدراج الرياح. مصادر بارزة في التيار الوطني الحر وتيار المستقبل أعربت عن اعتقادها بأن التسوية «فرطت»، وبالتالي بات مرجحاً، بحلول منتصف الشهر الجاري، أن يذهب العميد شامل روكز إلى منزله، وأن يدخل البلد في الفراغ والتعطيل”.
وتابعت “الأخبار” أن “جو من التشاؤم سيطر ليل أمس، في أوساط التيار الوطني الحر، على مصير تسوية الترقيات الأمنية لترفيع العميد شامل روكز إلى رتبة لواء وتفعيل العملين الحكومي والنيابي. «يبدو أنها فرطت»، هذا ما أكّدته مصادر في التيار لـ «الأخبار»، رغم تأكيدات الوزير وائل أبو فاعور الذي يعمل على خط التسوية «أنه لا يزال هناك أمل في الأيام القليلة الباقية» قبل موعد تقاعد روكز منتصف هذا الشهر”.
فشل الحوار والتأجيل الى 26 الشهر
وعن عدم جدوى الحوار قالت صحيفة “الجمهورية” أنه إذ “انعقد ليومين متتاليين في مجلس النواب بدلاً من ثلاثة أيام، كما كان معَدّاً، جرى تحت العنوان الرئاسي، ولكنّ الأنظار كانت مشدودة إلى التسوية الحكومية التي أملَ البعض أن تُطبَخ على هامش الجلسات الحوارية، لأنّ هناك قناعة عامّة بأنّ اللحظة السياسية الإقليمية المتفجّرة لا يمكن أن تُنتج رئيساً في لبنان.
وتابعت “لكن في المعطيات لغاية اللحظة: عدم الالتزام بأجندة الحوار التي حُدّدت بثلاثة أيام يَعني أنّ الأمور لا تسير على ما يرام، فيما كان الرهان على محاولة تحقيق خرقٍ على مستوى إعادة تفعيل عمل المؤسسات الدستورية”. واضافت “رئيس الحكومة تمام سلام لم يحدّد أيّ موعدِ جلسةٍ لمجلس الوزراء، ما يَعني أنّ التعقيد ما زال سيّد الموقف، لأنّ أيّ جلسة في ظلّ غياب التفاهم قد تؤدي إلى تفجير الحكومة. الاتصالات وعلى أكثر من مستوى تجري على قدم وساق، ولكن لا مؤشرات لغاية اليوم عمّا يمكن أن تؤول إليه الأمور”.
هذا وذكرت صحيفة “السفير” انه “تستريح طاولة الحوار اسبوعين، لتستأنف مجدداً من في 26 الشهر الجاري من باب مواصفات الرئيس الجديد للجمهورية. ولعل أبرز نتائج الحوار انه قد يُنقل من مجلس النواب الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، بما يخفف عبئاً على الوسط التجاري الذي تتعطل فيه الروح كلما انعقدت طاولة الحوار. هناك فكرة مطروحة، وتلقى تفهماً من قبل رئيس المجلس وتأييداً من سائر اعضاء الحوار”.
المصدر: العهد