كتب محمد طراف
السيّد فضل الله كابوسهم الذي لا يفارقهم
من نزول الزمان أن نضطرّ في بعض الأحيان للردّ على بعض السّفهاء الذين يتلبّسون بلباس الدين، ويجلسون مجلس الوعّاظ، ويزيّنون الكلام للناس البسطاء، ويدسّون سمّ الحقد والكراهية والبهتان في كلامهم، ويخلّطون ويدلّسون عليهم بكلام وإفك توارثوه منذ ثلاثين من الأعوام. فبعد مضيّ عقد من الزمن على وفاة السيد فضل الله، لا يزال شياطين المنبر مستمرّين في بهتان الرجل بأدواتهم البالية وأكاذيبهم الواهية، وآخرهم أحد المتطاولين على المنبر المسمى بـ سعد المدرِّس في العراق – بغداد، هذا الذي نزل بنا الزمان إلى مخاطبته يومًا لنوضح له بعض الكلام ظنًّا منّا أنّه اشتبه عليه، فلم يردّ جوابًا إلّا أنّ هذا من كلام المراجع!!
عاد هذا السّفيه مجدّدًا لاجترار كلام المحرّفين والمزوّرين ومن دون أدنى عناء للتحقّق من الكلام والمصادر، وكأنّنا لا نزال نعيش في حقبة التسعينيات، وما جرى خلالها من حملة تضليلية لا سابق لها، اشتركت فيها الحوزات وحيتان المال واجهزة الاستخبارات… حيث لم يكن هناك كتاب ولا وسائل تواصل ولا معلومة جاهزة من مصدرها الأساس، وبكبسة زرٍّ فقط. فكلامه الذي يردّده ويحمل وزره، قاله كثيرون قبله وردّدوه، وطواهم الزمن إلى غير رجعة ولا ذِكر. ومن استشهد بهم من (العلماء) إمّا أنّه ينسب هذا إليهم زورًا، أو أنّه يستشهد بمن توالت الردود عليهم في غير كتاب، وبيّنت أكاذيبهم واجتزاءهم للكلام وتقطيعه. ولا حاجة لتكراره، فمن أراد الحقيقة، فليراجع كُتُبَ السيد فضل الله التي تنتشر في مناطق العالم كلّه، وعلى المواقع الالكترونية، وكذلك دروسه ومحاضراته كاملة، من دون تقطيع وتزوير. فليأتِنا هو وغيره بشاهد، وإلا فليخرس.
فيكفي للمتقصّي والباحث عن الحقيقة قراءة كتاب الزهراء القدوة ليرى الصورة الحضارية النموذج الذي قدّمه السيد لسيدة نساء العالمين في عصمتها وعلمها وجهادها، وكذلك ظلامتها، لا كما يريد هو وغيره تصويرها في موقع الظلامة ليس إلا! وفي موقع الفتنة والتفريق… بحيث لم يقترب من قدرها أحد لا قبلها ولا بعدها، وليس كما قال المدرّس في كلامه الخبيث ليثير الفتنة بين المسلمين بمقارنتها بإحدى أمهات المؤمنين. أمّا الأئمة فدونك كتاب في رحاب أهل البيت الذي قدّم لنا فيه السيّد هؤلاء المعصومين بطريقة حركية حضارية تليق بهم وبعلمهم وعصمتهم وجهادهم، لا بروايات وخرافات وغلو ينتشر في الكتب هنا وهناك. وأمّا فيما يخصّ الفقه، فلم يكلّف هذا السفيه نفسه في البحث عن اسم رسالة السيّد العملية، فهو لا يعرف الفرق بين الرسالة (فقه الشريعة) والمسائل الفقهية التي هي عبارة عن أجوبة استفتاءات!! هذا الفقه فقه الحياة لا فقه الكهوف التي لا ترى النور، فقه الدين في خدمة الإنسان لا فقه الإنسان في خدمة الدين والمتطاولين عليه كسعد وأمثاله، وهو يتمترس خلف الحوزة التي تدين الانحراف والانحراف يظللها، فغدت غوغاء، غوغاء ليس إلا…
لم نكن لنتكلّف عناء الردّ على هذا الأفّاك، لولا أنّ هناك من ينشأ على هذه الترهات والأكاذيب، ويقتنع بها كما اقتنع بها الذين عرفوا الحق بالرجال، من دون أدنى تمحيص وسؤال! كما قال أمير المؤمنين: ” حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهّم أهل الباطل أنّهم على حق”.
والله من وراء القصد
محمد طراف
مدير التحرير في المركز الإسلامي الثقافي