من لا يكون حراً لا يكون شيعياً

هناك أشياء كثيرة تتغيّر بتغير الزمان ، فيما يتحدث الناس من طريقة اللباس ، والأكل والشرب ، والتدفئة والتبريد ، وطريقة الحياة ، وطبيعة العلاقات التي يتحرك فيها الناس ، هذه أمور تتغيّر .. هذا ما يؤكده الإمام علي ( ع ) عندما قال :

(( لا تخلقوا أولادكم ، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم ))

ليس من الضروري للأب أن يعود إبنه على كل عاداته وطريقته وعمله ، فالإنسان لديه طريقة في اللباس وفي الأكل ، لأنه عاش في زمن يحتاج الى ما هو فيه ، ولكن ولده يحتاج الى طريقة مختلفة في الكلام والتخاطب ، وفي العلاقات ، وفي الحياة ، لكن الأمر يختلف مع المبادىء ، لأن المبادىء لا تتغير ، فحرام الله لا يتغير ، لأنه لم ينطلق من حالة زمنية محدودة ، وكذلك الحلال لم ينطلق من حالة زمنية محددة ، حتى أذا تغيّر الرمان تغيّرت تلك الحالة .

يقول الإمام علي ( ع ) في نهج البلاغة :

(( لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرّاً ))

ومن لا يكون حراً لا يكون شيعياً ، لأن الحرية هي عمق خطّ علي ( ع ) في حركة الواقع السياسي ، فيما هوالإنسان الحرّ في الحياة .

وعندما يقول أن قيمة كل إنسان بمقدار ما يكون صاحب فكر وعلم ووعي وثقافة .

إن الإمام علي ( ع ) يريد لشيعته أن تكون ، الجماعة التي تتحرك في خط تصاعدي مع كل حركة التطور العلمي ، لا يريد لشيعته ان يكونوا من الجاهلين الذين يلتقطون فتات موائد الآخرين فيما يريدون أن يإخذوه أو يتعلموه

المرجع السيد محمد حسين فضل الله

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …