مع إحتدام المشهد السوري وتقدم حلف الممانعة بخطى حثيثة نحو الإجهاز وإعلان النصر على الطرف الآخر، تتحرك طفيليات هذا الفريق في زواريب وأقبية لبنان في محاولة منها للتشويش إن لم يكن للتعبير عن حنقها وغضبها الفاضحين.
أما أساليب التعبير عن هذا الغباء فمتعددة نذكر منها الإعلام. ويحضرني هنا مثل تابعته مساء البارحة على إحدى الفضائيات.
قدم الموضوع على أنه برنامج ساخر. ولما صارت المسخرة مرادفاً للحرية في بلد الأرز، فلقد إرتأت المحطة برئيس مجلس إدارتها ومنتج ومعد ومقدم برنامجها الهزلي وكلهم من طائفة ‘المنهزمين’ أن يتزيوا بزي الحرية لتوجيه إهانة لاذعة إلى الرمز الوطني والإسلامي والعربي الأرقى في زماننا الحاضر.
تلبس البرنامج لبوس عداء الطائفية أولا، ومنه دخل إلى زواج واحد من طائفة ‘المنتصرين’ زواجاً مدنيا ولكأن الموضوع بات عارا على طائفة بكاملها. وبعدها أطل علينا شيخ من شيوخ طائفة ‘المنهزمين’ وليوجه رسالة في ألأخلاق وليهيأ للمشاهد أن هذه الطائفة هي ذات المبادئ الأنقى والأوضح.
بعد ذلك عرض البرنامج سلسلة من المواقف الطائفية البغيضة التي يتفوه بها اللبنانيون من كل الأطراف. لكن عدالة توزيع المواقف السيئة بين الطوائف إنما استعملت كأرضية لإهانة موجهة ومباشرة للرمز الأبرز في بيئتنا ومجتمعنا.
نعم بين هذه المواقف الشتامة الرخيصة، قاموا بدس كلمات ومواقف مجتزئة لسيد السادات يظهر فيها وكأنه طائفي وتحريضي ومنفلت. في جو من الهوبرة والمسخرة وجهوا إهانة للقمة المنتصرة. هي ليست المرة الأولى التي تسقط فيها هذه المحطة التجارية.
أمام هذا النوع من الإعلام الرخيص والمبتذل، المطلوب هو أن نعي الخلفية وطريقة التحضير ونوعية السموم التي يريدون بثها من خلال ما يسمونه فكاهي أو ترفيهي.
أما لسان حال سيدنا مع هذه الحثالة فهو كما قال الشاعر:
كن كالنخيل عن الأحقاد مترفعاً بالطوب يرمى فيلقي أطيب الثمر