منبر الجمعة

🔶 #منبر_الجمعة من #مسجد_الإمامين_الحسنين(ع)

#لبنان #العراق

مقتطفات من #خطبة_الجمعة التي ألقاها سماحة العلامة #السيد_علي_فضل_الله:

لا يزال المشهد السياسي اللبناني على حاله من المراوحة منذ تأجيل موعد الاستشارات التي كانت ستجري في الأسبوع الفائت، بعد أن توقفت المشاورات بين القوى السياسية الفاعلة، حيث لا يزال كلّ فريق مصراً على موقفه في نوعية الحكومة أو من يتمثلون فيها، من دون أن يتقدم خطوة للقاء مع الآخر، مستعيناً بذلك بغطاء طائفته أو مذهبه أو بعناصر القوة الداخليّة أو الخارجيّة.

إنّنا نجدّد دعوتنا للقوى السياسيّة باسم كلّ المتألمين والخائفين على حاضرهم ومستقبلهم، أن كفى إهداراً للوقت ولعباً بمصير بلد يتداعى وعلى شفير الانهيار، فأنتم معنيّون بإخراجه مما يعاني من أزمات، ولا يحق لأي منكم أن يتنصل من مسؤوليته، أو أن يستقيل منها، أو أن يحرد لأنه لم يحصل على ما يريد. لقد تسلَّمتم مسؤوليّة هذا البلد، وعليكم أن تخرجوه من أزماته ومما يعانيه، وأنتم قادرون إن خرجتم من حساباتكم الخاصة إلى حسابات الوطن وإنسانه.

إنَّ إخراج البلد من واقعه لن يتحقَّق إلا عندما يقرر من هم في مواقع المسؤولية إخراجه من حالة المراوحة التي يعانيها على صعيد الإسراع بتأليف حكومة تستجيب لمتطلبات الناس الذين يتطلَّعون إلى دولة تلبي احتياجاتهم، وتشعرهم بإنسانيتهم المفقودة، وتعيد إليهم كرامتهم، وتعيد إليهم الثقة بدولة خالية من الفساد والهدر.

إنَّنا رغم كلّ تقديرنا لأيّ مساعدة من الخارج، لكننا ينبغي أن نعي أنَّ الخارج ليس جمعية خيرية، ولا يعطي قربة إلى الله، وله مصالحه، وغالباً ما لا تتطابق مصالحه مع مصالحنا، ونحن نعرف أنَّ هناك في الخارج من ينتظر الفرصة حتى يسقط هذا البلد ليتمّ التحكّم بمقدراته وثروته.

في هذا الوقت، لا بدَّ من لفت الانتباه إلى الخرق الإسرائيليّ للمياه الاقتصادية اللبنانية في البلوك البحري رقم “9”، حيث قامت إحدى سفن العدوّ بإجراء أبحاث لمعرفة مدى المخزون الموجود في هذه المنطقة للاستيلاء عليها أو لسرقة مخزونها.

إننا نتوجّه إلى القيادات الدينيّة في هذا البلد، لندعوها إلى أن تقدّم منطقاً بديلاً من نمط الخطاب السياسيّ السّائد، وأن يكون خطابها منطلقاً من القيم التي تمثلها، ومن روح المحبة والرحمة التي تحملها، حتى عندما تنتقد أو تبدي هواجسها أو تعطي رأيها، لتصل كلمتها إلى القلوب قبل العقول.

ولا يزال العمل مستمراً على التطبيع مع العدو الصّهيونيّ من خلال التّطبيع الدّينيّ مع رموزه الدينية، كالذي حصل أخيراً في البحرين أو مع رموزه السياسية، والذي شهدناه ولا نزال نشهده في أكثر من بلد عربي أو في إدخال مفردات التطبيع مع هذا الكيان في أكثر من منبر وموقع، ما يستدعي إدانته والعمل على مواجهته باستمرار.

تستمرّ معاناة شعب العراق بفعل الأزمات الاقتصاديّة والمعيشيّة التي دفعته إلى النزول إلى الشارع. ونحن في الوقت الَّذي نؤكّد أهميَّة رفع هذا الصّوت للمطالبة بحقوقه، لكنَّنا في الوقت نفسه ندعو الشَّعب العراقي إلى أن يكون واعياً لكي لا يقع في حمى فتنة داخلية أو فوضى تهدّد كيانه ومستقبله. وندعو أيضاً القوى السياسية إلى الإسراع في إيجاد الحلول التي تلبي مطالب الشعب العراقي وتخرجه من أزماته، بعدما بات واضحاً أن استخدام العنف وتجاهل مطالب المحتجّين سيزيد من أزمات العراق وسجعله في مهب رياح الآخرين.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …