مشكلته انه صادق لم يكذب قط

کان الاعلامي السعودي ترکي الدخیل، الذي تولى منصب مدیر قناة “العربیة” السعودیة في 30 حزیران / ینایر عام 2015 خلفا لزمیله عادل الطریفي الذي اصبح وزیرا للاعلام، یُمني النفس بان یشکل فیلم “حکایة حسن”، عن حیاة الامین العام لحزب الله سماحة السید حسن نصرالله، الذي بثته قناته قبل ایام، قاعدة انطلاق له لیتبوأ کزمیله مناصب علیا في النظام السعودي المعادي للمقاومة، الا ان الفیلم وجه على العكس ضربة قاضیة لمستقبله على الصعید المهني.الدخیل کان یتوقع انه سینال بـ”فیلمه الوثائقي” من سید المقاومة، الا ان الفیلم الذي تولت قناة “العربیة” بکل ما لدیها من امکانیات مادیة ضخمة انتاجه، نزل کالصاعقة على رؤوس الجهات التي وقفت وراءه، فهو لم ینل من سماحة السید نصرالله فحسب، بل اثار موجة عارمة من الغضب بين السعوديين، لما اعتبروه “تمجیدا” لسماحة السید، ووجهوا انتقادات واسعة ولاذعة للقناة ولمدیرها عبر “هاشتاغات” على موقع التواصل الاجتماعي “تویتر”، متهمين قناة “العربیة” بانها تدعم السيد حسن نصر الله، وتطعن السعودیین في الظهر، مطالبین بإغلاق القناة وتغییر إدارتها الحالیة، وبمحاکمة الدخیل، معتبرین ما حدث “خیانة في وقت الحرب تستوجب المحاکمة”!

من بين الذي اثارهم الفيلم الکاتب السعودي ترکي الحمد، الذي قال :”کنت کمن تلقى دلوا من ماء ثالج في یوم بارد بعد مشاهدة حکایة حسن.. وتأکدت من أنني أشاهد قناة العربیة ولیس أي قناة أخرى.. ما الذي یجري؟”.. واضاف :”في حكاية حسن يظهر السيد بوصفه زعیما کاریزمیا شق طریقه صغیرا بین الصفوف حتى أصبح عملاقا تبکي الجماهیر لمجرد رؤیته.. أهذا هو ما نحتاجه الیوم؟”.

لعل من أبرز مهاجمي قناة “العربية” کان إمام الحرم المکي (الوهابي) سعود الشریم، الذي کتب تغریدة قال فيها : “أخطر المنابر الإعلامیة على الوطن المسلم من کانت ألسنة ذویها داخل الوطن وقلوبهم خارجه “یحلفون بالله إنهم لمنکم وما هم منکم ولکنهم قوم یفرقون”.

للحق والانصاف، لا یجب علینا ان نظلم الدخیل کما فعل الاخرون، فالرجل اُنیطت له مهمة في غایة الصعوبة، بل وحتى مستحیلة، وهي مهمة الاساءة الى قمة شامخة بحجم سید المقاومة ومُذل الصهاینة والتکفیریین سماحة السید حسن نصرالله، وتشویه صورته، فما عسى ان یفعل منتقدو الدخیل اکثر مما فعله هو فقد استخدم کل الامکانیات الضخمة والمتضخمة لقناة “العربیة”، وجند فریق طویل عریض من الفنیین والاعلامیین والخبراء والسیاسیین، ولم یتورع حتى عن استخدام الاسالیب غیر الاخلاقیة وغیر المهنیة بابشع صورها.

ان نقطة ضعف الدخیل وفریقه وفیلمه وقناته “العربیة”، کانت العجز في کیفیة التعامل مع شخصیة بحجم سماحة السید نصرالله، ورغم ان الدخیل وفریقه وقناته، کانوا واعين جدا لهذا العجز، لذلك نراهم حاولوا التغطیة علیه من خلال استخدام لغة غرائزیة طائفیة کریهة جدا، کما ظهر في الفیلم، ولکن حتى هذا اللغة اصبحت خرساء وهي تتحدث عن سیرة حیاة سماحة السید، الذی احتار فیه من هم اکبر من الدخیل ومن الذین یقفون وراءه، فالصهاینة الذين نازلهم سماحة السید بالقول وبالفعل، اعترفوا وبصراحة وفي اکثر من مرة، ان المشکلة التي تواجهها “إسرائیل” مع السيد نصرالله، هي “أنه صادق ولم یکذب قط”.
*بقلم:منيب السائح

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …