في شباط الماضي، بدأت شركة «الفارس للإنتاج الفني» بإدارة المخرج ناجي طعمي تصوير مسلسل «عين الجوزة» لحساب «مؤسسة الأصيل». يدخل العمل السباق الرمضاني لموسم رمضان 2015، وهو إنتاج عربي ضخم، عن سيناريو للروائي ابراهيم فضل الله، مأخوذ عن روايته التي تحمل الاسم نفسه. يشارك في العمل ممثلون من لبنان وسوريا وفلسطين، أبرزهم أسعد فضة، منير كسرواني، عبد المجيد مجذوب، محمد خير الجراح، كندة حنا، جورج شلهوب، عمار شلق، باسم مغنيّة، وفاء شرارة، طوني عيسى، يوسف حداد وآلان الزغبي وغيرهم.
ويقوم طعمي حالياً بتصوير العمل في عدد من القرى الجنوبية الحدودية في لبنان، كما يتولّى تنفيذ إنتاجه. يتناول المسلسل قصّة الصراع من أجل الأرض والقيم، ومواجهة تقلّبات الحياة التي عصفت بالمنطقة العربيّة في زمن الاستعمارين الفرنسي والبريطاني.
يقول كاتب العمل إبراهيم فضل الله لـ «السفير» إنّه مقتبس من روايته التي أصدرها منذ عام ونصف، ويرتكز مشروعها على المقاومة. وكانت الرواية قد أخذت حيّزاً من الشهرة، بعدما ذكرها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في مقابلته الأخيرة مع جريدة «الأخبار». ويؤكّد فضل الله أنّ هذا المسلسل يأتي ضمن ثلاثيّة سيتولى كتابتها، وتتألف كل واحدة منها من 30 حلقة، وتعالج القضايا الاجتماعية والسياسية ضمن مرجع واقعي وصولاً إلى العام 2010، معلناً أنه يقوم حالياً بكتابة الجزء الثاني.
ويلفت الكاتب الانتباه إلى أنّه عمل جاهداً ولوقت طويل على سيناريو وحوار المسلسل الذي يروي الحقبة ما بين 1920 و1945. و «عين الجوزة» ترمز إلى إحدى قرى الجنوب التي عاشت مرحلة الاحتلال الفرنسي، وقاومته. ويضيف أنه تم التركيز في المسلسل على «مواجهة سكان القرية للفرنسيين، إضافة إلى تسليط الضوء على عاداتهم وتقاليدهم وكيف كانوا يتعاملون مع الأرض في تلك الفترة الزمنية». ويتوقع فضل الله الذي يخوض تجربة الدراما للمرة الأولى، أن يحقّق المسلسل نجاحاً كبيراً.
يسلّط العمل الضوء على القوى التي تشكلت منها السلطة المحليّة المدعومة من الاحتلال الفرنسي في قرية «عين الجوزة». إذ يشترك البيك سعيد (اسعد فضة) وأزلامه وعلى رأسهم أمين (عمار شلق)، ومعه المختار (منير كسرواني)، في ممارسة رمز التسلط والتحايل على المزارعين البسطاء، لسلبهم أرضهم ومصادرة تعبهم. ويقف إلى جانبهم المحتل الفرنسي، فيحاول فرض سلطته، وثقافته. وفي المقابل يتصدى الشيخ موسى (عبد المجيد مجذوب) للظلم الذي يقع على الأهالي، ويقود معركة تثبيتهم في أرضهم وقيمهم وتشبثهم بهويتهم العربية في مواجهة محاولات فرنَسَة المجتمع.
تنشأ بوادر التمرّد على يد محمود (جورج شلهوب) الذي يضطر للهجرة تحت وطأة محاولات قتله، فتعيش زوجته زين الدار (وفاء شرارة) مع ابنها عباس (طوني عيسى) في ظروف صعبة. يشبّ عباس على القيم التي تربى عليها، ويبدأ قيادة انتفاضة الأهالي، ويؤسس مقاومة من شبان القرية وقرى الجوار، فتباشر التصدي للاحتلال الفرنسي بقيادة الضابط لوبان (الان زغبي) ورئيس المخفر نصير (محمد خير الجراح) وعملائه في المنطقة، وتمتد من خلال محمود إلى فلسطين.
تعيش القرية وقرى الجوار حياتها على وقع المشاكل اليومية بين جبهتي الصراع، بكل ما تحمله من آلام ومعاناة، ولكن تظل هناك فسحات للحب الذي جمع عباس بنسمة (كندة حنا)، ولم تستطع كلّ الصعوبات أن تقطعه، كما تظلّ هناك فسحة للعلاقات الاجتماعية التي تعكس صورة المجتمع آنذاك.
ويقول منتج العمل حسين فضل الله، أنّ الإنتاج عربي مشترك، يضمّ حوالي 200 ممثل، ويلفت إلى أنّ «التفاوض مع القنوات المحلية والعربية قد بدأ، بانتظار حسم المسألة تزامناً مع انتهاء تصوير المسلسل». ويؤكد أنّه «تم تخصيص ميزانية كبيرة للمسلسل، قد تخوّله تصدر قائمة المسلسلات الرمضانية في لبنان، خصوصاً أنه يحمل طابعاً عربياً وليس محلياً على صعيد السيناريو». وتوقّع أن يكون «بين أكثر المسلسلات مشاهدةً على صعيد العالم العربي». ويلفت إلى أنّه «تم إنشاء ديكور خاص بالحقبة التي يتحدث عنها المسلسل ليقارب الواقع، كذلك تمّ تأمين الملابس بطريقة مطابقة»، ومن المتوقع أن يستغرق تصوير العمل نحو 90 يوماً.
المصدر: السفير