مستعدون للتعاون

AM 01:40 2014-08-26
أعلن وزير الخارجية في حكومة تسيير الأعمال السورية وليد المعلم، أمس، استعداد دمشق للتعاون مع أي جهة دولية، بما فيها واشنطن، من اجل مكافحة الإرهاب، إلا انه أكد أن أي ضربة عسكرية في بلاده لا يمكن أن تتم من دون تنسيق مسبق مع السلطات السورية.
وقال المعلم، في مؤتمر صحافي في دمشق، “نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي من اجل مكافحة الإرهاب”.
وعما إذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، قال “أهلاً وسهلاً بالجميع”، مضيفاً أن دمشق مستعدة للتعاون “من خلال ائتلاف دولي أو إقليمي، أو من خلال تعاون ثنائي، لكن يجب أن نلمس جدية بهذا التعاون وليس ازدواجية في المعايير”. وأشار إلى أن هذا الموقف “سيكون محور تحرك الديبلوماسية السورية في المرحلة المقبلة”.

وعن موقع سوريا في هذا الائتلاف، قال “من الطبيعي جغرافياً وعملياً وعملانياً، أن سوريا هي مركز هذا الائتلاف الدولي وإلا هل يحاربون داعش بالمناظير؟ لا بد أن يأتوا إلى سوريا للتنسيق معها من أجل مكافحة داعش والنصرة، إذا كانوا جادين”.
وكشف المعلم أنه تباحث هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في هذا الموضوع، وأن النقاش تناول “أهمية تحرك روسيا على الساحتين الإقليمية والدولية من أجل تنسيق إقليمي ودولي لمكافحة الإرهاب”، متحدثاً عن “تطابق كامل في الموقفين الروسي والسوري”.
وبشأن ضربات جوية محتملة فوق الأراضي السورية قد يقوم بها الأميركيون، قال المعلم “إننا جاهزون للتنسيق والتعاون، لأننا نحن أبناء الأرض، ونعرف كيف تكون الغارة مجدية أو غير مجدية. لذلك مَن لا يريد العدوان على سوريا لا يوجد لديه مبرر إلا بالتنسيق معنا إذا كان راغباً بمكافحة الإرهاب، وأي شيء خارج عن ذلك هو عدوان”.
وعما إذا كانت الدفاعات الجوية السورية ستسقط طائرات أميركية تقوم بغارات على مواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش” في البلاد، قال المعلم “لدينا أجهزة دفاع جوي، وإذا لم يكن هناك تنسيق فقد نصل إلى هذه المرحلة. نحن نعرض التعاون والتنسيق بشكل مسبق لمنع العدوان”. وأضاف “نحن نرحّب بأي جهد ضد جبهة النصرة وداعش، ولكن السؤال هل الغارات الجوية وحدها ستقضي على تنظيمي النصرة وداعش في سوريا. أنا لا اعتقد ذلك”. وقال “عندما يقولون إن محاربة داعش في العراق لا تكفي، لا بد من محاربتها في سوريا، نحن نقول تعالوا ننسّق”. وجدد الدعوة إلى “تجفيف منابع الإرهاب، ووقف التحريض الفكري على الإرهاب، والتزام دول الجوار بضبط الحدود وتبادل المعلومات الأمنية معنا”، مضيفاً “لا بد من وقف التمويل، لا بد من وقف التسليح”.
ونفى المعلم وجود أي تنسيق مع الأميركيين حتى الساعة في مسألة استهداف التنظيمات المتشددة.
ورداً على سؤال حول اجتماع جدة الوزاري الخماسي الذي عقد أمس الأول وتناول الوضع السوري وتنامي التطرف في المنطقة، قال المعلم “إذا كان الهدف من هذا الاجتماع إيجاد حل سياسي للازمة السورية، فالحل السياسي للأزمة لا يكون إلا من خلال الحوار بين السوريين، وبقيادة سورية، وعلى الأرض السورية. أما إذا كان الهدف المساعدة في مكافحة الإرهاب، فأنا أقول للمجتمعين فليبدأوا بأنفسهم أولاً: وقف التبرعات والتمويل والتحويلات إلى التنظيمات الإرهابية وضبط الحدود، وتبادل المعلومات معنا، ووقف التحريض الفكري والعقائدي الذي يصدرونه إلينا وتتبناه هذه التنظيمات. هكذا نكافح الإرهاب”.
ورحب المعلم بالقرار 2170 الصادر في 16 آب الحالي عن مجلس الأمن الدولي، والذي دعا كل الدول إلى اتخاذ إجراءات “لتقييد تدفق مقاتلين إرهابيين أجانب” إلى سوريا والعراق، والى تجنب كل تعامل مالي مع “النصرة” و”داعش”. وقال “نرحب بهذا القرار، وإن كان متأخراً، ونلتزم به، ونرحب بكل الدول الملتزمة به”، إلا انه أشار إلى انه لم يلمس جدية بعد من الدول الغربية على صعيد تنفيذه.
ورفض المعلم “تصنيف الإرهابيين بين معتدل وغير معتدل”. وقال “هذا أمر مضحك. بالنسبة إلينا، كل مَن يحمل السلاح ضد الحكومة السورية هو إرهابي. كل مَن يقتل مواطناً بريئاً أو جندياً سورياً هو إرهابي”.
ودان المعلم إعدام “داعش” للصحافي الأميركي جيمس فولي، لكنه انتقد عدم إدانة الدول الغربية مجازر “النصرة” و”داعش” ضد القوات السورية أو المدنيين. واعتبر أنه لو نسقت واشنطن مع دمشق، قبل محاولتها الفاشلة لإنقاذ فولي وأسرى آخرين، لما فشلت العملية.
ورحّب المعلم بإفراج “جبهة النصرة” عن الأميركي بيتر ثيو كورتيس أمس الأول، لكنه شنّ هجوماً على قطر “التي بذلت جهوداً مضنية من اجل الإفراج عنه”. وقال “ألا تظهر هذه الجهود وجود علاقة بين قطر وجبهة النصرة الإرهابية”.
وأكد المعلم أن الحكومة السورية ستتعاون مع الحكومة العراقية الجديدة، معرباً عن أمله في أن تتشكل سريعاً. وقال “التعاون بيننا وبين العراق، شئنا أم أبينا، ليس سياسة ننتهجها. نحن نحارب عدواً مشتركاً، ونحن في الخندق نفسه. إذاً التنسيق والتعاون مطلوب وضروري بين الحكومتين لمصلحة شعبينا”.
(“سانا”، ا ف ب، ا ب، رويترز)

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …