مسابقة عاشوراء

وإنقضت العشر الأوائل من محرم. قضى الحسين وبنوه وصحبه إلى ربهم فيما تتابع زينب عليها السلام درب عذاباتها سواء منها الكربلائية السالفة أو الدمشقية الحاضرة!

أما نحن أتباع آل البيت والذين نعتبر عاشوراء مدرستنا ومحطة روحانيتنا التي نتزود بها كل عام والتي يفترض أن تقوم إعوجاجات سلوكنا من عام إلى آخر فكيف خرجنا منها؟

على الصعيد الشخصي، هل أعدنا النظر في التزاماتنا الدينية ومدى صدقنا في ما عاهدنا الله عليه من عبادات وواجبات ومستحبات بعدما رأينا الحسين يضحي بالنفس والمهج حفظا للعهد والوعد مع الله.

على صعيد العودة عن الخطأ، هل تعلمنا من الحر الرياحي كيف أن الخطأ ومهما عظم ممكن الرجوع عنه. وكيف أنه مهما عظمت أخطاؤنا لن تصل إلى مستوى خطأ الكيد بإبن بنت رسول الله. وكيف أن ثمن العودة عن الخطأ وأيا يكن لا يمكن أن يرقى إلى ما كان للحر أن يقدمه أي روحه وحياته.

على مستوى صلة الرحم، هل تعلمنا من العباس كيف نصل أرحامنا. أو كيف نبذل في سبيل ذوي القربى. أيا تكن تضحياتنا هل يمكن أن تصل إلى حد تقديم الكفين قبل العينين والروح في سبيل شربة ماء نقدمها لقريب.

على مستوى الرفق، هل تعلمنا من الحسين كيف نصون من يلوذون بنا. هل تعلمنا من درس الحسين ينازع بين الموت والحياة وعينه وقلبه على زينب والعيال كي لا يصيبهم مكروه.

هل تعلمنا كيف نقدم ولا نتلكأ ولا نصطنع الحجج الواهية ساعة الحقيقة من حبيب الكهل الذي أبى إلا أن يقدم نفسه بين يدي الحسين

هل تعلمنا الوفاء من حصان الحسين

هل تعلمنا الأبوة الرؤوفة الواعية الحنونة من الحسين يواسي الرضيع والفتى والصبية

هل تعلمنا كيف نؤدي حق الصلاة في وقتها

وهل تعلمنا الأمومة من زينب تلم العيال وأم الفتى تدفعه للقتال وأم الصبي تجلس لله تتضرع ليحفظ إبنها

وهل تعلمنا ما معنى قيادة المجتمع وتحمل المسؤولية من صدق الحسين وتضحية الحسين. هل تعلمنا كيف يحفظ الدين. هل تعلمنا كيف يخدم الإنسان أخاه الإنسان.

كثيرون قالوا في اليومين السابقين لبيك ياحسين. هل نعرف معنى لبيك يا حسين أو لبيك يا محمد واللتان هما بالأحرى لبيك يا ألله؟

من يملك الإجابة على هكذا أسئلة ويعمل على تطبيقها في حياته يفوز بمسابقة عاشوراء وإلا فإنه أضاع وقته ودنياه ودينه!

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …