مرجعيتها الدولة

ناصر قنديل
– الاشتباكات التي هزت طريق الجديدة ليل أول من أمس، قالت لنا عبر الأعلام التي نقلتها الصور، أنّ جبهة النصرة باتت لها أعلام مرفوعة في أحياء العاصمة، كما قالت لنا، إنه ما دامت نار طرابلس مشتعلة، فإنّ الهشيم اللبناني صالح وجاهز لاستقبال شراراتها، والاشتعال.

– في الأمن لا يوجد مع الجيش اللبناني ولكن، لأنها تصير تشبه لا للجيش اللبناني ولكن، وكليهما يعني منح التسويغ لمن يترجم الـ«ولكن» إلى لا صريحة، ومن يترجم الـ«لا» إلى فتوى، ومن يترجم الفتوى إلى دماء، وهذا ما حدث مع التفجيرات التي استهدفت الضاحية ورُبطت بمشاركة حزب الله في القتال في سورية، فصارت معادلة «لا للتفجيرات ولكن حزب الله يتحمّل المسؤولية» إلى «نعم لإخراج حزب الله من سورية»، و«التفجيرات قد تخرج حزب الله من سورية» لتصير توزيع الحلوى احتفالاً بالتفجيرات.
– التدخل التركي عبر الحدود مع سورية وإسقاط طائرة حربية من دون انتهاكها المجال الجوي التركي، تأكيد لتورّط الحكومة التركية في الهجوم الذي تعرّضت له مدينة كسب الحدودية وجوارها، حيث لا فصل بين الأمرين، وهذا بقدر ما يدلّ على إفلاس المجموعات المسلحة واللجوء إلى التدخل المباشر لدول الجوار المتورّطة، خصوصاً الأردن وتركيا، يدلّ على مأزق الحكومة التركية وقلقها من إدارة الظهر الأميركية تجاهها، لحدّ اللجوء إلى التصعيد في وجه روسيا تلويحاً هيستيرياً بإغلاق مضيق البوسفور، واللجوء لإسقاط طائرة سورية، والتبعات التي ربما لا يتوقّعها أردوغان، ستكون قبل وأثناء وبعد الانتخابات القريبة الموعد جداً.
– عندما يقول رئيس الجمهورية اللبنانية إنّ الحوار الوطني يهدف إلى وضع إستراتيجية وطنية للدفاع، محورها الجيش ومرجعيتها الدولة، فهو ينهي الحوار قبل أن يبدأ، لأنّ مهمة الإستراتيجية هي تغطية المرحلة التي تسبق اكتمال عدة الجيش وعديده للقيام بمقتضيات هذا الدفاع، إذا سمح له بامتلاكها، خصوصاً في مجال الدفاع الجوي، فكيف سيكون الدفاع الوطني بلا دفاع جوي لجيش نظامي، وكيف سيكون إلى أن يصبح لدى الجيش قدرة توازن رعب صاروخي فعّال في وجه «إسرائيل»، وإذا كانت المقاومة جاهزة وقادرة إلى ذلك الحين، وهي كذلك، فكيف تكون العلاقة بينها وبين الجيش، وهذا هو موضوع الحوار.
– البعض يكتب أنه من الأفضل أن يتحوّل كلام رئيس الجمهورية عن إستراتيجية دفاعية محورها الجيش ومرجعيتها الدولة، إلى نص الدعوة الموجهة لجلسة الحوار الوطني، فيصير القبول بالمشاركة بالحوار قبولاً بالنص، ويبدو أنّ هذا البعض معجب بشخصية وطريقة بان كي مون الذي وجه الدعوة إلى مؤتمر جنيف الخاص بسورية، وفيها أنّ الهدف تطبيق نتائج جنيف الأول، فكانت النتيجة مقاطعة إيران وفشل المشاركين.

المصدر: البناء

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …