مخاوف من تسخين الجبهتين سورياً وإسرائيليّاً
تعيش منطقتا الجنوب اللبناني والبقاع الغربي حالة من التوتر والقلق في ظل الخوف من انتقال التوتر والصراع إليهما من منطقة البقاع الشمالي، ان بسبب الصراع مع العدوّ الصهيوني واحتمال إعادة تسخين جبهة مزارع شبعا والجولان السوري، أو خوفاً من انتقال الصراع في سوريا إلى هذه المناطق من خلال شنّ المجموعات الإسلامية والمجموعات السورية المعارضة هجوماً على هذه المناطق، يشبه ما جرى في منطقة عرسال.
وقد جاءت زيارة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى منطقة البقاع الغربي ولقائه مع ضباط وكوادر المقاومة الإسلامية هناك لتؤكد أهمية ما يجري في هاتين المنطقتين، خصوصاً انه تم تسريب بعض ما قاله بأن المعركة مستمرة، إن في مواجهة العدوّ الصهيوني أو المجموعات المقاتلة في سوريا.
ورغم ان الجيش الاسرائيلي اكتفى بالرد المحدود على العبوة الناسفة التي وضعتها المقاومة الإسلامية في إحدى دورياته في مزارع شبعا، فإن تسخين جبهة الجنوب والجولان اصبح مطروحاً جدياً في المرحلة المقبلة.
وبموازاة ذلك، فإن المخاوف من قيام المجموعات الإسلامية والمجموعات السورية المعارضة من فتح جبهة جديدة في البقاع الغربي أو في العرقوب وحاصبيا وشبعا عبر الحدود السورية أو جبهة الجولان يُتداوَل بقوة في الأوساط اللبنانية العسكرية والأمنية والإعلامية.
فإلى أين تتجه الأوضاع في الجنوب والبقاع الغربي؟ وما هي طبيعة المخاطر التي تواجه هاتين المنطقتين؟ وهل سنشهد طورات غير عادية في المرحلة المقبلة؟
أجواء الجنوب والبقاع الغربي
لم يعد سراً ان الأوضاع في الجنوب والبقاع الغربي تعيش منذ فترة حالة من القلق والخوف من احتمال قيام المجموعات الإسلامية أو المجموعات السورية المعارضة بهجوم يستهدف هاتين المنطقتين، ان من خلال هجوم يشبه ما جرى في عرسال وقيام بعض المجموعات بالسيطرة على منطقة معينة في العرقوب أو شبعا أو البقاع الغربي أو عبر القيام بهجمات محدودة كما جرى مؤخراً في جرود بريتال.
ويضاف إلى الخوف والقلق من تداعيات الوضع السوري على هاتين المنطقتين، تخوف من إعادة تسخين جبهة مزارع شبعا وجبهة الجولان عبر زرع عبوات ناسفة في دوريات العدوّ الصهيوني او استهداف جنود الجيش الاسرائيلي، وقد جاء تبني «حزب الله» لتفجير عبوة ناسفة في إحدى دوريات العدوّ الصهيوني ومن ثم قيام السيد حسن نصر الله بزيارة منطقة البقاع الغربي واللقاء مع كوادر وضباط المقاومة الإسلامية وتأكيد استمرار المعركة في مواجهة العدوّ الصهيوني مع الاستمرار في خوض الصراع ضد المجموعات الإسلامية في سوريا لتؤكد خطورة الأوضاع في البقاع الغربي والجنوب.
وتشير بعض المعلومات إلى احتمال إشعال جبهة الجولان المحتل والصراع مع العدوّ الصهيوني بعد التهديدات التي أطلقها مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من ان استهداف الرئيس بشار الأسد سيؤدي إلى استهداف أمن الكيان الصهيوني.
السيناريوهات المتداولة
لكن ما هي السيناريوهات المتداولة بشان جبهات الجنوب والبقاع الغربي والجولان المحتل؟ وما هي الاستعدادات لمواجهة التطورات هناك؟
هناك عدة سيناريوهات متداولة في الأوساط العسكرية والأمنية والسياسية وكذلك في الأوساط الشعبية والإعلامية بشأن ما يمكن أن يحصل في هذه المناطق.
السيناريو الأول يتحدث عن هجوم قد تقوم به مجموعات من «جبهة النصرة» أو «تنظيم داعش» أو مجموعات سورية معارضة على إحدى المناطق في البقاع الغربي أو العرقوب وشبعا، سواء للسيطرة عليها أو بهدف أخذ أسرى، أو من أجل نقل المعركة إلى داخل المناطق اللبنانية. ومع ان هذا السيناريو ليس سهلاً ويحتاج لقدرات عسكرية وأمنية كبيرة وكذلك لوجود بيئات مؤيدة، فإنه يطرح كثيراً في بعض الأوساط العسكرية والأمنية وتم اتخاذ إجراءات مكثفة ان من قبل الجيش اللبناني والقوى الأمنية أو من قبل القوى السياسية والحزبية لمواجهة هذا الاحتمال.
السيناريو الثاني يتمثل بقيام مجموعات أو خلايا نائمة بهجمات داخل هذه المناطق أو القيام بعمليات تفجير وتحريك بعض العناصر المتعاطفة مع «النصرة» و«داعش»، وهذا الاحتمال أقوى من الأول.
أما على صعيد المواجهة مع العدوّ الصهيوني، فإن إعادة تحريك جبهة مزارع شبعا وتسخين جبهة الجولان بالعبوات الناسفة أو إطلاق الصواريخ أصبح أقوى من الأول، ومن غير الواضح كيف سيتعامل العدوّ الصهيوني مع هذا الاحتمال وهل سيكتفي بالرد الموضوعي أو سيعمد لإشعال الجبهة بشكل واسع.
وبالإجمال، فإن الأوضاع في الجنوب والبقاع الغربي ستشهد في المرحلة المقبلة المزيد من الاهتمام وتسليط الأضواء الإعلامية وسيكون الشتاء قاسياً أمنياً ومناخياً حسب بعض التوقعات، مع الأمل أن لا تصح هذه التوقعات.
مجلة الامان-16-10-2014-قاسم قصير
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …