ما معنى #الخطوبة؟ وما حدودها؟
#العلامة_المرجع #السيد_محمد_حسين_فضل_الله (رض)
تمثّل الخطوبة ـ عرفاً ـ المرحلة الفاصلة بين إعلان قبول فتاةٍ ما بعرض شابّ تقدم في طلبها للزواج، وبين زواجها الفعلي منه. وقد درج الناس حسب العرف الاجتماعي، على إقامة حفل خاص لإعلان خطوبة اثنين تواعدا على الزواج. وليست للخطوبة أية صيغة، فهي وعد بالزواج لا تتضمن عقد زواج فعليّاً.
لم يعتبر الإسلام الخطوبة عنواناً شرعياً تترتب عليه آثار شرعية قبل الزواج، إنما تحدّث عنها كواقع يعني مبادرة إنسان لطلب الزواج من إنسانة وقبولها، أو قبول أهلها بالنيابة عنها بعد توكيلها إياهم بذلك، فالرجل يبقى أجنبياً على المرأة، والمرأة تبقى أجنبية على الرّجل، بكلّ ما لهذه الكلمة من معنى، مع إعلان قبولها بالعلاقة الزوجية معه؛ لأنّ ما يحلِّل أو يحرِّم، إنما هو عقد الزواج الذي يلزم الاثنين بالواجبات الزوجية، ويمنح كلاًّ منهما حقه الزوجي في الآخر.
من هنا، فإنه ليس من المقبول، تحت عنوان الخطوبة، أن يتجاوز الخطيبان الحدود الشرعيّة، ويفعلا ما هو محرّم أساساً بين الرجل والمرأة، مثل المصافحة أو النظر بشهوة إلى بعضهما البعض، أو أن يطلع الرجل على بعض أجزاء جسد الخطيبة، أو غيرها من الأمور التي درج الناس في عصرنا الحالي على تقبّلها بين الخطيبين، وخصوصاً في الأوساط غير الملتزمة دينياً.
*من كتاب “دنيا المرأة”.