عرفات حجازي – ماذا بعد يبــــرود
مارس 18, 2014 8:01 صباح
سقطت يبرود بسرعة قياسية لم تكن متوقعة من أحد ..
إنهارت جبهات المسلحين معنوياً قبل أن يصلوا الى الميدان ..
أربعة وعشرون ساعة فقط كانت كافية لإحكام السيطرة على المدينة التي إستغرق تحصينها شهوراً طوال ..
جبهة النصرة وحلفائها تبادلوا الإتهام وتراشقوا بالخيانات حول تسليم المدينة..
ومهما يكن من أمر .. فأن فصلاً من فصول الحرب على سوريا إنتهى، كما إنتهى قبله فصل الغوطتين وفصل القصير.
السؤال المحوري ماذا بعد يبرود ؟؟.
القيادة العسكرية وحدها من يقرّر الأولويات..
خبراء استراتيجيون تحدثوا عن مواقع هرب اليها المسلحون في قرى القلمون من فليطا الى رنكوس وصولاً الى الزبداني .. ولابدّ من تصفيتها سريعاً..
عامل الصدمة والهزيمة النفسية للمقاتلين بلا قضية يساعد على إنجاز هذه المهمة ..
المسلحون مفككون.. خائفون. الخناق ضاق على البؤر التي كان يمكن أن تسعفهم وتؤازرهم في ريف دمشق ..
التحول الإستراتيجي سيؤدي في نظر المتخصصين في العلم العسكري الى إنعكاسات هامة على المستويين الميداني والسياسي.
ـــــــ في المستوى الأول جرى إقفال كل المنافذ والمسارب التي يتدفق منها السلاح والرجال من لبنان الى الداخل السوري وتم قطع هذا الشريان الحيوي.
ـــــ هروب المقاتلين وضعضعة صفوفهم وإصابتهم باليأس وعدم قدرتهم على الصمود لساعات أمام الجيش السوري ضاعف من كسر شوكة الفصائل الإرهابية على باقي الجبهات، وأشعرهم بالعجز عن تحقيق أي خرق في المناطق لتي جرى إسترجاعها.
ـــــ في عرف المحللين العسكريين أن التغيير المتسارع في موازين القوى لمصلحة الجيش السوري سيعجل في إستعادة كامل مدينة حمص بعد سقوط بلدة ” الزارة” الإستراتيجية في تلكلخ..
ــــ في حلب تتهاوى قلاع المسلحين الحصينة بعد سيطرة الجيش السوري على منطقة النقارين وإقتراب حسم معركة سجن حلب بعد إستعادة مطارها الذي بدأ تشغيل رحلاته بصورة طبيعية.
ــــ على المستوى السياسي سيعجّل سقوط يبرود في دفع فرص المصالحات وتسريعها في معظم المدن السورية الكبيرة ما يفتح الأزمة السورية أمام خروجها من عنق الزجاجة ..
ـــــ إصابة دول التحالف في العدوان على سوريا بصدمة جراء السقوط المدوّي لجماعاتهم في الميدان رغم كل الدعم بالمال والسلاح والرجال ..
ـــــ الإنتصار الميداني سيعزز موقف سوريا في المحافل الدولية ويقويها في مواجهة الضغوط الدولية ويعجّل في هزيمة المخطط الداعم للإرهاب وإسقاط موقع سوريا المقاوم والممانع.
بإختصار ما جرى ويجري على ساحات المواجهة، وعلى إمتداد الجغرافيا السورية، ينبىء بدحرجة رؤوس وتغيير معادلات ورسم خرائط ..
دويلات الإرهابيين في طريقها للسقوط تباعاً بعد ان تشتت مقاتلوها. وطلائع الجيش السوري بدأت بالزحف بإتجاه المدن الكبرى. فقرار إسترجاعها قرار إتخذ قبل الإنتخابات الرئاسية.
ومن يعش ير
المصدر: الإنتشار