مآدب إفطارنا ساحات صراع بين التقوى والفحش

بالنظر إلى شاشة التلفزيون مع الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك يهولك ما ترى من جنون وعروض.

الليلة الأولى من الشهر المبارك ويفترض فيها أن يفتتح المسلمون لياليهم بكم من العبادات والأدعية والصلوات التي تزخر بها كتب الأدعية. هي الليلة التي يفترض أن تبدأ معها حلقات قراءة القرآن. وكيف لا تكون الليلة الأولى على هذا النحو وهي باكورة أيام تفتح فيها أبواب السماء وتقبل الدعوات لتكون المحطة السنوية لغسل الآثام والذنوب.

ولما كانت المئات من الفضائيات في العالم الإسلامي تتوجه إلى هذا الجمهور ‘المسلم’ العريض، كان من المفروض بها أن تحمل رسالة بث الدين وجمع الناس حول التقوى والورع.

أما ما هو حاصل فعلى الشكل التالي:

ماكينات إنتاجية عربية برصيد هائل عملت خلال العام المنصرم على تصوير كم هائل من المسلسلات والتي بدأ ضخها كلها دفعة واحدة مع مدفع إفطار الليلة أولى من شهر رمضان.

في تنقل سريع على بعض القنوات تجد أن كل شيء حاضر ما عدا الدين!

في ظل المنافسة العالية فإن هذه المسلسلات عملت على استقطاب الجمهور بأرخص الأساليب سواءً منها الأخلاقي والمادي. ندر ليلة البارحة أن تتوقف عند شاشة لم يكن فيها التعري السمة الأبرز لما هو معروض.

وما كل هذا إلا تجسيد لقول إبليس كما أورده البارئ في كتابه الكريم

بِسْم الله الرحمن الرحيم
ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم
صدق الله العظيم

بالنتيجة ومع هذه الرحمة المطلقة المتمثّلة بشهر رمضان، يخرج إبليس بكل ما أوتي من شر وضلالة لتكون مآدب إفطارنا ساحات صراع بين التقوى والفحش والعياذة بالله!

كفى الله المؤمنين!

نضال

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …