المعطيات تفيد بأن من بين الإيرانيين المفقودين في حادثة التدافع في منى عدد غير قليل من الدبلوماسيين والمسؤولين وحتى ضباط يؤدون فريضة الحج. فأين هم بعد أيام من المأساة؟
المواقف الإيرانية على مأساة الحجاج في مشعر منى، متلاحقة سياسياً وإعلاميا، فالفاجعة كبيرة. ولا تقلل من حجمها مآسي دول أخرى، لا سيما المملكة المغربية، حيث عدد الضحايا مرتفع. الا أن الصوت الايراني هو الأكثر وضوحا وارتفاعا.
الملفت في الكارثة، هو موضوع “المفقودين” الذي يبدو خطيرا بقدر ما هو مثير للدهشة. كيف يعقل أن يبقى مئات الحجاج ضمن ما يسمى بالمفقودين في منطقة محددة ومحدودة في المكان والزمان؟ أين هي تلك المئات، وكيف فقدت؟
المعطيات تفيد بأن من بين الإيرانيين عدد غير قليل من الدبلوماسيين والمسؤولين وحتى ضباط يؤدون فريضة الحج. فأين هم بعد أيام من المأساة؟
إذا كانوا قد لقوا مصرعهم لماذا لا تعلن الرياض هذا صراحة؟ واذا كانوا من بين الجرحى فهل يعقل ألا يعلم أحد اين هم وفي اي منطقة واي مستشفيات؟ هل هو ارتباك سعودي في الادارة ام هو ضعف امني ام ماذا تحديدا؟ ثم لماذا تؤخر الرياض دخول الوفد الايراني الرسمي الى أراضيها لمتابعة التحقيق حول الكارثة؟
والسؤال الذي يثيره غموض الموقف السعودي والغضب الإيراني هو: أي تدافع هذا يقتل المئات ويبقي مئات ضمن مفقودين ومجهولي المصير؟ وهنا السؤال الأهم: الى متى يستمر “فقدان” هذه المئات من الحجاج؟ هل تريد الرياض الاعلان التدريجي عن وفاة جميع هؤلاء الايرانيبن المفقودين في محاولة للتخفيف وقع الفاجعة الايرانية؟ وربما تفاديا لأزمة فعلية مع طهران، ام ماذا؟ وكيف ستعالج طهران هذه الأزمة مع الرياض، وربما مع آخرين؟
الغضب الإيراني أكثر من واضح، وواضح أيضا حرص طهران على حل مشكلة “المفقودين” والضحايا بالطريقة الأنسب، وهي ليست في وارد تأزيم الأزمة وزيادة تعقيدها. لكن لا يمكن التكهن باتجاه الأمور، إن لم تجد هذه القضية طريقها لحل يرضي طهران ويطمئنها.
المصدر: الميادين